تناقش مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية في اجتماعها السنوي الثامن عشر المزمع عقده اليوم في جدة برئاسة الأمير خالد بن سلطان رئيس مجلس الأمناء توسعة مدينة سلطان للخدمات الإنسانية وبرنامج الإسكان الخيري، والخطط والبرامج المقترحة في إطار توجه المجلس لتوسيع دائرة الخدمات وتطويرها. وكانت المؤسسة قد احدثت خلال الفترة الماضية نقلات نوعية في بناء الإنسان عبر دعم البحث العلمي والتعليم المتخصص والمنح البحثية وتطوير منظومة الرعاية الصحية في المملكة وتبني قضية الإعاقة والتصدي لها وتحجيم آثارها وتوفير رعاية متكاملة للمعوقين، إضافة لإحداث نقلة في التنمية المجتمعية من خلال برنامج الإسكان وتطوير مؤسسات العمل الخيري ودعم الأبحاث والمؤتمرات والإصدارات العلمية وتحديث الأنظمة والتشريعات ذات العلاقة بقطاعات إنسانية وخدمية وخيرية وتقديم المساعدات للأفراد وتسخير التقنية في مشروعات خدمية وتنموية ومساندة جهود الدولة في التواصل الحضاري والعمل على تصحيح الصورة الذهنية عن المملكة والعالمين العربي والإسلامي. ومن جانب آخر عرفت مؤسسة سلطان الخيرية بريادتها في التعامل مع الإنسان بشكل مباشر، وتبني برامج متفردة وصلت معظم مناطق المملكة وتخطت حدود الوطن لتصل إلى مختلف بقاع العالم، ما أهلها لقيادة العمل الخيري على مستوى إقليمي والمساهمة في تطويره وتنميته ودعم جهوده. الى ذلك أكد الأمير خالد بن سلطان أن المؤسسة ستظل نبع خير وفضل وإحسان، انطلاقا من التزام مجلس أمنائها بالسير على درب سلطان الخير الأمير سلطان بن عبد العزيز -يرحمه الله-. ومن جانبه أكد الأمير فيصل بن سلطان الأمين العام للمؤسسة، السير أيضا على درب الامير سلطان وأن يظل اسمه ومشاريعه في مختلف المجالات منارة يهتدى بها في كل زمان ومكان، وأن تبقى المؤسسة رائدة في توجهاتها، فاعلة في أدائها، شريكة للوطن والمواطن في مسيرة التنمية المستدامة، وقبلة للمحرومين والمحتاجين، تستقطب الخير من دون تحيز لدين أو عرق أو جنس أو نوع، متعهدا سموه ببذل الجهد الصادق والإخلاص في العمل ما يثري مشروعاتها ويدفع بها إلى آفاق أرحب. مدينة سلطان للخدمات الإنسانية ظلت مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية تتبوأ موقعها الرائد كما ونوعا، بل شهدت نقلة توسعية تتواكب مع مساحة الثقة التي تحتلها داخل وخارج المملكة، وأيضا حجم الإقبال المتصاعد على خدماتها، حيث رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الأمناء تدشين عدد من المرافق التطويرية بالمدينة، منها توسعة المبنى رقم (7) والمبنى رقم (8) (مباني التنويم) لتصل الطاقة الاستيعابية للمدينة إلى (400) سرير. ويضم المبنيان أربعة أقسام تنويم متخصصة في برامج تأهيل الدماغ، تأهيل إصابات الحبل الشوكي والسكتات الدماغية. الأطراف الصناعية كما ضمت التوسعة تدشين المركز الترفيهي الرياضي والإسكان العام لمنسوبي المدينة (العزاب)، والاحتفال بوضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من مشروع إسكان عائلات العاملين، واستكمالا لمنظومة برامج المدينة تم الشروع في إنشاء مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز التخصصي للأطراف الصناعية، وهو خطوة متفردة لتوطين صناعة الأجهزة التعويضية المتطورة، وستكون سعة المركز المستقبلية من 1500 إلى2000 جهاز تعويضي وطرف صناعي سنوي مع نمو في التصنيع والعائدات، أي بنسبة 25% سنويا، وتعمل المدينة على أن يتم افتتاح المركز خلال الربع الأول من عام 2014م. الإسكان الخيري رعى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بحضور رئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير خالد بن سلطان توزيع وثائق التخصيص للمستحقين بمشروع الإسكان الخيري بالليث الذي شمل مائتي (200) وحدة سكنية وبلغت تكلفته إنشاء وتأثيثا سبعة وسبعين مليونا وتسعمائة ألف ريال. وفي تبوك أعلنت اللجنة المشكلة من المؤسسة وإمارة منطقة تبوك عن الانتهاء من اختيار الأسر المستحقة لوحدات المرحلة الثانية من مشروع الإسكان الخيري الذي أقامته المؤسسة في منطقة تبوك والبالغ عدد وحداتها (250) وحدة سكنية، موزعة على تسعة مواقع مختلفة في المحافظات والقرى التابعة للمنطقة. وفي حائل قطعت أعمال الإنشاء في مشروع الإسكان الخيري الذي يضم (50) وحدة سكنية شوطا كبيرا وتضمنت هذه المرحلة إنشاء مسجد جامع يتسع لنحو ألف مصل، لتكتمل بذلك منظومة خدمات المشروع بحيث جعلت منه بيئة اجتماعية حضارية متطورة شملت المرحلتين الأولى والثانية من مشاريع الإسكان الخيري بمنطقة حائل والبالغ عددها (150) وحدة سكنية مؤثثة، إضافة إلى مسجد جامع ومبنى للجمعية الخيرية بالحائط. وهكذا تكتمل برامج المؤسسة للإسكان الخيري التي شملت سبعا من مناطق المملكة بإجمالي 1246 وحدة سكنية بلغت تكاليف إنشائها وتأثيثها ما يقرب من 400 مليون ريال. بناء الإنسان وفي إطار جهود المؤسسة على صعيد الاهتمام بالعلم والمعرفة ضمن محور بناء الإنسان، يتواصل برنامج، المنح الدراسية، ومساندة المؤسسات العلمية والتعليمية، والكراسي العلمية بصورة متجددة، وبات المئات من المستفيدين من البرنامج يمثلون إضافة متميزة للقوى البشرية الوطنية المتخصصة في مجالات نادرة، ولبوا احتياجات حيوية في سوق العمل، كما تعددت الأكاديميات ومراكز الأبحاث والجامعات التي كانت ولا تزال شريكة للمؤسسة في هذا البرنامج، وواصلت المؤسسة تقديم الدعم للعديد من الجهات العلمية، وعززت برنامجا للكراسي العلمية بالتعاون مع عدد من الجامعات في مقدمتها جامعة الملك سعود بالرياض، كما استفادت الجامعة من اتفاقية التعاون المبرمة بين المؤسسة وجامعة ميزوري للعلوم والتقنية الأمريكية، حيث تم عقد اتفاقية شراكة تعليمية تشمل برامج للدراسات العليا والتبادل المعرفي ونقل التقنية، لكي تكتمل منظومة تعاطي المؤسسة مع محور التنمية العلمية وبناء الإنسان كما حققت المؤسسة حضورا فاعلا في مجال دعم الإصدارات العلمية وتبني إعداد وطباعة العديد من الموسوعات التي أثرت المكتبة العلمية العربية. استثمار التقنية وعلى صعيد استثمار التقنية في خدمة الإنسان، برز دور برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (مديونيت) في تحقيق رؤية ورسالة المؤسس -رحمه الله- من خلال دعم وتنفيذ العديد من المشاريع ذات الأهداف الوطنية والتطويرية للبنى التحتية وقطاعات التعليم والصحة في المملكة، وذلك بتوطين أحدث وأنسب التقنيات وتنفيذ العديد من المشاريع والبرامج التقنية الاستراتيجية والحساسة في مختلف القطاعات وبخاصة القطاعين التعليمي والصحي، مما أسهم في تسهيل حياة المستفيدين من تلك الخدمات وتطوير ورفع شأن المملكة عاليا على المستوى العالمي خاصة في القطاعين الصحي والتعليمي. وتتويجا لوفاء المجتمع لدور المؤسسة، وما تحظى به من ثقة ومصداقية لدى كافة القطاعات، أطلقت وزارة التربية والتعليم اسم الأمير سلطان -رحمه الله- على مركز الخدمات المساندة للتربية الخاصة التابع للوزارة في مدينة الرياض والذي سيقدم خدمات التشخيص والعلاج وتدريب العاملين في القطاع التعليمي، كما بادرت جمعية الأطفال المعوقين بإطلاق اسم فقيد الوطن الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- على القسم الطبي بمركز رعاية الأطفال المعوقين بمنطقة عسير. إنجازات في عام كما شهد العام الماضي تجاوز العديد من التحديات كان أصعبها تصور البعض أن رحيل «سلطان الخير» قد يعيق استمرار هذه المنظومة المتفردة من العمل الخيري والتنموي خاصة في ظل التصاعد المطرد في حجم ميزانية إنجاز وتشغيل برامجها الخيرية، وأيضا تعدد واتساع أنشطتها وتنامي دورها مع غياب مؤسسها وراعيها وداعمها. وتجسد لغة الأرقام حجم مخرجات المدينة خلال عام واحد، حيث تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين تلقوا خدماتها التأهيلية والعلاجية بلغ أكثر من 585 ألف مريض، حيث وصل عدد المرضى المنومين في العام 2012م (2629) مريضا، وبلغ عدد مراجعي العيادات الخارجية في العام 2012م حتى يونيو (8425) مريضا، أما في العام 2013م نفس الفترة فقد بلغ عددهم (9.501) بزيادة وصلت إلى (2.71%) وخلال الفترة من يناير إلى يونيو من العام 2012م بلغ عدد المرضى المنومين (1347) مقارنة ب(1624) من نفس الفترة خلال العام 2013م وبزيادة بلغت (520%) كما بلغ عدد العمليات الجراحية حتى يونيو من العام 2012م (317) عملية مقارنة ب(840) من نفس الفترة لعام 2013 أي بزيادة بلغت 28.7%، وبلغت القوى العاملة البشرية بالمدينة حتى يونيو من العام 2013م (1645) يعملون في المجالات الطبية والإدارية والخدمات المساندة ويمثل السعوديون ما نسبته (24.12%) من تلك العمالة في إشارة واضحة إلى تفعيل عوامل التدريب والتأهيل الوظيفي بتلك المنشأة. الصندوق الخيري أنشئ الصندوق الخيري ليسهم في توفير تكاليف العلاج والرعاية للمرضى الذين تحول ظروفهم المادية دونها، حيث يتيح الصندوق الفرصة للشركات والمؤسسات ومنسوبي القطاعات الخاصة للمشاركة في تلك الخدمات الخيرية والإنسانية التي يقدمها الصندوق، والتي تعتبر من صميم مسؤوليتهم الاجتماعية تجاه تلك الفئات المحتاجة للعلاج. وتتكون موارد الصندوق من التبرعات والهبات والأوقاف والزكوات، حيث أفتى سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ بجواز صرف الزكاة للمستفيدين من الخدمات التي يقدمها الصندوق، وقد كان لسمو المؤسس للمؤسسة وأصحاب السمو الملكي أعضاء مجلس الأمناء، السبق في تأسيس ودعم هذا الصندوق واستمرارية خدماته، وقد بلغ إجمالي المستفيدين من الصندوق منذ التأسيس 5906 بتكلفة تقريبية قدرها 180 مليون ريال. مركز معالجة أمراض القلب تم إنجاز الأعمال الإنشائية والتجهيزية واكتمال تأسيس مركز معالجة أمراض القلب في الخرج وفقا لأرقى المعايير الطبية العالمية، بلغت تكلفته أكثر من 30 مليون ريال وأقيم داخل حرم مستشفى الملك خالد بالخرج، ويعد صرحا طبيا جهز بأحدث الإمكانات ليلبي حاجة حيوية في إحدى المدن ذات الكثافة السكانية العالية. التنمية المستدامة تسع مظلة برامج التنمية الاجتماعية التي تتبناها المؤسسة قنوات غير مسبوقة على صعيد العمل الخيري، الأمر الذي عزز من ريادة المؤسسة ومكانتها، ومن بين تلك البرامج، برنامج المؤسسة للإسكان الخيري، الذي بات نموذجا للتنمية المستدامة التي تعنى بالإنسان والبيئة المعيشية والخدمات الحياتية الضرورية. وفي هذا الإطار شهد العام الماضي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وبحضور رئيس مجلس أمناء المؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز حفل تدشين مشروع الإسكان الخيري بالليث وضم (200) وحدة سكنية وبلغت تكلفة المشروع سبعة وسبعين مليونا وتسعمائة ألف ريال، كما بدأت الأعمال الإنشائية في مسجد يتسع (400) مصل. كما انتهت الأعمال الإنشائية وجار التأثيث لوحدات المرحلة الثانية من مشروع الإسكان الخيري الذي أقامته المؤسسة في منطقة حائل، والبالغ عدد وحداتها 50 وحدة سكنية، وتضمنت هذه المرحلة إنشاء مسجد جامع يتسع لنحو ألف مصل. وتستعد المؤسسة لتسليم مشروع الإسكان الخيري في منطقة تبوك المرحلة الثانية، والذي يضم 250 وحدة سكنية موزعة على تسع مواقع مختلفة في المحافظات والقرى التابعة للمنطقة وتصل تكلفة المشروع إلى اكثر من 102 مليون ريال. يذكر أن برنامج الإسكان هو برنامج وطني يستهدف إيجاد بيئة عمرانية حضارية مكتملة الخدمات والمرافق للفئات محدودة الدخل بما يسهم في إتاحة الفرصة لهم لخدمة أنفسهم ومن ثم المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية، ويتضمن البرنامج عشرة مشروعات بمجموع 1246 وحدة سكنية موزعة على 19 موقعا بتكلفة إجمالية تقارب 400 مليون ريال. تكريم وتقدير أطلقت وزارة التربية والتعليم اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- على مركز الخدمات المساندة للتربية الخاصة التابع للوزارة في مدينة الرياض والذي سيقدم خدمات التشخيص والعلاج وتدريب العاملين في القطاع التعليمي وقد رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مناسبة تدشين إطلاق اسم سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز على المركز. وبادرت جمعية الأطفال المعوقين بإطلاق اسم فقيد الوطن الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- على القسم الطبي بمركز رعاية الأطفال المعوقين بمنطقة عسير.