اللسان هو العضو الوحيد الذي لا يتعب. سمعت أن جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة (مصر) خطب ذات ليلة تسع ساعات متواصلة. الحبيب بورقيبة رئيس تونس الأسبق كان يفضفض بالساعات على الهواء، وكذلك كان يثرثر العقيد القذافي. الشاهد أن اللسان لا يصيبه تعب. وهو المخلوق الظاهر، والعقل الباطن الذي رفعنا فوق الكائنات، قال تعالى «علمه البيان» وعليه ألا يصمت في الصلاة. فلا سكوت في الصلاة إلا عندما يجهر الإمام بالفاتحة. ثم مهلة قصيرة ليسارع المأموم بقراءة الفاتحة. أثناء ذلك يدعو الإمام بصوت هامس لا أن يصمت، فالصلاة عبادة قولية ناطقة قارئة. ولا يكفي أن يمرر المصلي التكبير وبقية الأذكار على قلبه فقط. ويجب أن يتحرك اللسان والشفتان بالقراءة. هذا هو تطبيق «اقرأ»، وقد جاء في السير أن بعض السلف كان يصلي ركعتين طول الليل مرددا آية واحدة ناطقا متفكرا فيما يقول. والخشوع هو ركن الصلاة الأعظم قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. ربط التفكير بنطق اللسان في شؤون الصلاة، قال رسول الله لأعرابي «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس» أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فلو سلم عليك أحد فلا ترد عليه السلام، وأن يركز تفكيرك على ما نطقه لسانك. والإمام يتحمل عنك الخطأ؛ لذلك قالوا إنه ضامن. الصمت ممنوع، وكل كلمة بثوابها. الكلام أغلى من الذهب.