لم تجد بعض النساء في تبوك متنفسا للاستجمام والبعد بعض الشيء عن ضغوطات الحياة ومشاكل الأبناء، وقضاء يوم أو بعض يوم بعيدا عن جدران المنزل، وأجواء المطبخ، وترتيب الغرف، سوى الاستراحات، فيتقابلن لرسم ملامح جديدة أو لتجديد نشاطهن بعيدا عن أعين الرجال، فيما يرى متخصصون بأن ذلك سيكون تقليدا لن تقبل النساء الاستغناء عنه، رغم ما يتكبده الرجال من مبالغ لإيجار الاستراحة ومصاريف الطعام والمشروبات ليوم كامل. المنزل لا يتسع لجميع المدعوات، ولن أجد الوقت الكافي للجلوس معهن، والأطفال سيدمرون المنزل، بهذه العبارات استهلت أم سعيد الزهراني حديثها، مضيفة: لم أعد الوحيدة من تقيم مناسباتها في استراحات، بل إن معظم سيدات تبوك يقمن بنفس الشيء، خاصة في المناسبات كنجاح الأبناء وحفلات الملكات وأحيانا عقب الولادة، وترى أم سعيد من وجهة نظرها أن الاستراحة تتيح لها المجال للجلوس مع المدعوات والاستمتاع بالوقت، فيما يبقى المنزل مرتبا ونظيفا فهذا أهم سبب بالنسبة لها. وأقامت أم صالح حفلا لابنها بعد حصوله على الدكتوراه في استراحة تضاهي قصور الأفراح، مجهزة تماما، وذلك لكثرة عدد المدعوات، كما سبق لها أن أقامت حفل ملكة ابنتها أيضا في نفس الاستراحة. فيما اعتاد زوج أماني أن يدعو زملاءه وأسرهم وعائلته وعائلتها في المناسبات، وفي رمضان، وولائم العيد، كما اعتاد على الاحتفال بهذه المناسبات في إحدى الاستراحات حيث تستمر لعدة أيام خاصة ولائم العيد التي تدوم ثلاثة أيام، حيث يحرص جميع أفراد العائلة على الانضمام إليهم في الاستراحة. وترى أم عبدالرحمن أن الاستراحات جاءت لتنقذ البيوت من زحمة الضيوف، فهي تقيم مناسباتها في استراحات تتوفر فيها الصالات المكيفة والملاعب والمسابح المغلقة، والمكان المريح لها ولضيوفها (على حد قولها) سواء في رمضان المبارك أو الأيام الأخرى ومقابل أسعار معتدلة وتناسب كل المستويات. وفي سياق ذي صلة، قام عدد من أصحاب المزارع بتحويل ممتلكاتهم إلى قصور أفراح واستراحات، ووفروا فيها جميع المستلزمات لكل ما يلزم أنواع المناسبات على اختلافها، سواء أفراح أو دعوات، كما حرصوا على إنشاء ملاعب ومسابح للأطفال والكبار والنساء، كما راعوا أن تكون أسعار إيجاراتها متباينة بحيث تتناسب مع جميع المستويات، سواء من أصحاب الدخل المحدود أو ميسوري الحال.