بعد عطاء دام 5 عقود في ميادين التربية والتعليم والثقافة والعمل الاجتماعي، فجع الوسط التعليمي والتربوي بوفاة مصطفى حسين عبدالغفور عطار مدير تعليم مكةالمكرمة سابقا، بعد معاناة مع المرض، وقد صلي عليه بالمسجد الحرام حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة المعلاة بمكةالمكرمة. وعن مآثر الفقيد، أكد الكاتب الصحفي عبدالله خياط أنه ترك بصمات واضحة عرفها كل من له علاقة بالتعليم، فضلا عن إسهاماته البارزة في دعم أعمال الخير في المجتمع، حيث كان واحدا من رجالات التعليم في المملكة، بدأ مسيرته العملية في تعليم مكةالمكرمة، وانتقل بعد ذلك إلى الملحقية الثقافية في واشنطن، ومن ثم عاد إلى أرض الوطن يحمل سجلا كاملا من النجاحات، وأول لقاء لي به حين تخرج من المعهد العلمي، وكان من دفعته الشيخ حسن آل الشيخ وزير المعارف الأسبق، وطلب من المتخرجين الجدد آنذاك أن يقوموا بزيارات على المدارس وتقييم التعليم فيها من خلال الامتحانات في التاريخ والفقه، وقد قدم لنا مصطفى عطار اختبارا في ابتدائية العزيزية، فلا أملك سوى أن أتوجه بالدعاء إلى الله بأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم آله الصبر والسلوان. فيما قال المستشار محمد سعيد طيب: إنه على الرغم من معرفتي الوثيقة بعم الفقيد رحمه الله عبدالغفور عطار مؤسس صحيفة «عكاظ» لم تتح لي الفرصة بالتعرف على الفقيد إلا عندما كنت رئيسا لتهامة وكان هو مستشارا لجامعة الملك عبدالعزيز، ومنذ تلك الفترة امتد التواصل بيننا من خلال جلسات الثلوثية، فانقطع عنها بسبب المرض، وكان من المولعين باقتناء الكتب، يجتهد في تصوير الكتب النادرة وإهدائها لي شخصيا وللمقربين منه. من جانبه، قال مدير التربية والتعليم السابق سليمان الزايدي إن الشيخ مصطفى عطار أستاذ جليل بارز ورائد تربوي محنك ووطني صادق مخلص خدم التعليم في مكةالمكرمة بكل مهنية وحب، وتفرد على أقرانه في مجاله وكون مع الوزير الأسبق للمعارف حسن آل الشيخ علاقة عمل قوية وثيقة وظفها لخدمة التعليم ليس في العاصمة المقدسة بل على مستوى المملكة من خلال ما كان يقترحه ويعرضه من أفكار، لذا فالعزاء لكافة الأسرة التربوية والتعليمية». وعدد عميد كلية التربية بجامعة أم القرى الدكتور زايد بن عجير الحارثي ل«عكاظ» بعضا من مناقب الفقيد وقال «عرف رحمه الله بالقيادة الحكيمة في الميدان التربوي وبمعالجة القضايا بأساليب علمية وهادئة على الرغم من شخصيته الصارمة في العمل، حيث كان يعمل في حقبة زمنية تفتقر لكثير من المقومات، لكنه أنجز الكثير وقدم عملا لايزال في ذاكرة الجميع، ندعو له بالرحمة والغفران». إلى ذلك، قال مدير مدارس الشيخ عبدالرحمن فقيه ناصر بن مهنا اليحيوي: برحيل هذا الرجل فقدنا رجل تربية وتعليم أمضى سنوات من عمره في خدمة التربية والتعليم، لاسيما في منطقة مكةالمكرمة، حيث كان من خيرة القياديين الذين قدموا عملا لا ينسى، وكان رحمه الله ينطلق في عمله من مبدأ التربية، وله مواقف مشهودة في الميدان التربوي، وأذكر حين كان يزورنا في الفصول ونحن طلاب، كانت له بصمته الخاصة التي لن تنسى مطلقا. أما الإعلامي والتربوي خالد الحسيني قال: رحل هذا القائد التربوي وصورته في ذاكرة الجميع، نظير ما قدمه من عطاء لا ينسى ولا يمحى، وكان قائدا تمكن أن يجمع بين الحكمة والحزم، ورجلا محبا للخير. ويتقبل العزاء بمنزل الأسرة الكائن بحي الرحاب بجوار السفارة الإندونيسية بجدة أو الاتصال على جوال عاصم 0555549531 أو 0532299686 علما بأن اليوم أول أيام العزاء.