تعمل سيدة الأعمال هويدا حسن سمسم في فضاء من العمل الإبداعي المتمثل في ترجمة الخيال إلى واقع ملموس، حيث أطلقت مشروعها المتفرد من نوعه والمتمثل في تطوير ديكور الأرضيات واستحداث تفاصيل من الرسم والفنون تحت الزجاج الملون مستخدمة قطعا من المعادن الثمينة كنوع من الاستثمار الفني الجميل. وبينت سمسم (خريجة ادارة عامة من جامعة الملك عبدالعزيز) أنها استقت حب الفنون من والدها رجل الأعمال حسن سمسم (رحمه الله) موضحة أن والدها الراحل كان من عشاق المزادات العالمية والعربية والانتيكات، فضلا عن اقتناء القطع الأثرية والبحث عنها، ما غرس في شخصيتها الإبداع والفكر والثقافة الفنية. وتضيف هويدا عاشقة التحدى أن فكرة استخدام المعادن الثمينة في تزيين أرضيات المنازل بمثابة فكرة نبعت من الخيال وتجسدت بقوة على أرض الواقع، مشيرة إلى أن الفكرة يجري تطبيقها عبر أيد سعودية وقالت «نحن لدينا الفكر والقدرة على العمل والانجاز والتحدي والمنافسة والدخول إلى الساحات العالمية، والحمد لله قمت بتصميم وتنفيذ مشاريع داخل المملكة وهذه المشاريع تتمثل في الديكورات». وتابعت: الفكر الذي اطرحه يمثل تجسيد الخيال الى واقع شعاره تخيل ما تشاء معنا تراه شفافا كالماء صافيا كالسماء، لافتة إلى أن مشروعها يتمثل في تصميم أرضيات المنازل والفلل بسيناريو مختلف «حسب رغبة العميل، إذ يتم تنفيذها بالكيفية التي يراها ونجسدها له على أرض الواقع فالارضيات يتم تزيينها باللوحات العالمية والعربية والأجنبية، وأساور الذهب والفضة والنحاس والبورسلان المرسوم، والعملات الاجنبية والجنيهات الفضية والذهبية، وقشرة الذهب والفضة، والكرستال بجميع ألوانه، والأحجار الكريمة والزجاج الملون، كما يتم تطعيم الجدران ببعض القطع الخشبية والنحاسية والرسم على الجدران واستخدام الاسمنت والحديد بأشكال مجسمة على الجدران، فضلا عن استخدام القطع المطرزة من مختلف الدول الاوروبية مثل ايطاليا وفرنسا والهند ومصر وسوريا ودمجنا العربي بالغربي ليكون ذا طابع شرقي غربي مختلف». وأوضحت سمسم أن أفكارها غير التقليدية أثارت اهتمام الأوساط الفنية من غرب أوروبا الى شرق آسيا، نظرا لأنها تمزج بين الثقافات في أعمال الديكور. وبينت أن العديد من قناصل الدول قاموا بزيارة متحفها في جدة ومن هؤلاء قنصل عام ايطاليا وفرنسا وكوريا، وبريطانيا والبحرين، الذين كان لكل منهم رأي بمختلف اجمعوا فيه أن ما وجدوه بموقعنا خيال لا يمكن وصفه وإنجاز ابداعي لا يمكن الحديث عنه إلا بالمشاهدة، وأن المرأة السعودية وصلت إلى مكانة في الفكر والانتاج لا تقل عن غيرها وتخطت لتقف على مصاف العالمية عن جدارة وواقع ملموس. وتضيف سمسم «اننا بصدد انتاج سعودي عالي الجودة يتحدث عن مملكتنا الحبيبة يباهى بها، نصنع ونجسم، لا نستورد صناعة، لدينا تراثنا ولدينا رجال ونساء وأبناء قادرون ولديهم الفكرة والحرفة والمهنة القادرة على العمل والتصنيع نسعى الى تطويرها وتزويدها بكافة الامكانيات العالمية من تدريب وتعليم والخروج بها إلى العالمية». وأضافت سمسم: الحمد لله لدينا قسم خاص للهدايا الداخلية، موضحة أن هناك بعض العوائق التي تواجه المشاريع الصناعية في المملكة منها أننا دولة مستهلكة ما يؤدي الى ارتفاع أسعار التكلفة، ولكن مع الوقت نستطيع أن نربط أسعار التكلفة مع أسعار المنتج وهذا ليس بالعمل السهل، بل يتطلب صبر وتكلفة وعلاقات لنستطيع بعد فترة وجيزة أن نجعل التكلفة في ميزان طبيعي وبعدها يستطيع أي إنسان أن يقتني التحف التراثية التي تمثل المملكة بأسعار جيدة. وتابعت أن من المعوقات الأخرى عدم توفر الأيدي العاملة المؤهلة والمدربة على العمل الحرفي، وقلة الدورات في هذا المجال، فضلا عن الدورات الخارجية التي تشارك بها الدولة بابتعاث مجموعة يتم اختيارها لتعود وتعمل في التدريب. ومنع استيراد منتج يتم تصنيعه خارج المملكة وإتاحة الفرصة للمنتج المحلي بالتواجد على الساحة. وحفظ حقوق الملكية الفكرية لصاحب الفكرة. وتحدثت عن مشاريها المقبلة وأوضحت أنها بصدد دراسة مشاريع خارج المملكة، إضافة إلى تصميم مجموعة من الهدايا والمجسمات داخل المملكة وتصديرها الى دول الخليج. وبينت سمسم أنها تطمح إلى التعاون مع القطاع الخاص والشركات والمؤسسات التجارية لتوسع أكثر في السوق المحلي والعالمي وإتاحة الفرصة للمنتج السعودي وانتشاره بدلا من الاستيراد من الصين وبعض الدول، حتى وإن كان المنتج السعودي غالي التكلفة فهذه الشركات هى القنوات التي نصل من خلالها إلى الدول الخارجية. وتدعو الجهات المختصة إلى الدعم والتعاون لتفعيل تسويق المنتج السعودي وفتح منافذ بيع والتعريف بالمنتجات من خلال التعريف بها لجميع الشركات والهيئات الخاصة، مضيفة «اخاطب الشركات والجهات المسؤولة وأدعو الى ان تكون هناك مشاركة فعلية لفتح المجال أمام الانتاج السعودي من خلال المعارض الدولية والعالمية ليكون تواجدنا دائما على الساحة العملية.» تصميم الهدايا يذكر أن متحف سمسم يضم قسما خاصا لتصميم الهدايا للجهات الحكومية والخاصة في المجتمع. ولها عدة مشاركات في المعارض الدولية وتم ترشيحها من خلال هيئة السياحة والآثار بجدة لتمثيل المملكة في المعرض الدولي في المغرب وهو أول معرض للصناعات التقليدية.