جئت أزورك وأنت في العناية المركزة قبيل سفري العلاجي للابنتين، وكشفاً لأبيهما المرافق ... خيل إلي أنني أودعك الوداع الأخير ... وعدت بعد ثلاثة أسابيع لأشترك وأشارك في العزاء أولادك وأسرتك بعد أن شيعوك في التربة المؤمنة كما وصفها الرسول العظيم وهو يواري ابنه إبراهيم هناك مع أبيك وأمك ابنة الخال والدتكم السيدة العظيمة جواهر التي قامت بتربية أخاك طلعت وأولاد خالتك شقيقتها ... وإسداء معروف لي لا أنساه ... كنت أسعد بلقائك بالمنزل مع صحبة طيبة ورفاق يسعدون معي كما أسعد ولكنك تأتي إلى المجلس بعد أن تلم برفاق كرام أوفياء بدار آل الخريجي (بالدكة المشهورة) والذين ظلوا أوفياء لكل من كان يرتاد هذه الدكة ... رجال كبار قد مضوا كما مضى من كان قبلهم ... وبقي رجال لا يزالون يرتادون هذه الدكة يؤدون صلاة المغرب والعشاء يلتقون في مودة ومحبة ووفاء ( لأصحاب الدكة) والذي كان يشرق في جنباتها ويسعد الحاضرين كما كان يجود به الرجل الحبيب الودود الشيخ عبدالله الخريجي يرحمه الله ويغدق عليهم من كرم مستقبلا الجميع في حب وصفا وحسن لقاء ... فاروق كنتم وصحبك الكرام أوفياء للبيت الكريم وأهله الكرام وتواصل وفائك لابنه الراحل يوسف وكنت التقي به وأنت في كثير من المناسبات ورحل أبو رعد كما رحل أبوه وأنت اليوم ترحل إلى وجه الله ... فاروق ... خلا المقعد الذي كنت تجلس عليه بمنزلي وخلا مقعدك بالدكة وافتقدك الأخوة الكرام رفقاء الوفاء كما افتقدك الإخوة بمنزلي والذين كانوا يستأنسون بك ... يرحم الله الراحلين ويحفظ الموجودين من عرفوك وغيرهم ممن كانوا يسعدون بلقائك أحياناً كنت أقارن بين حياة عشتها أنت وحياة عاشها أبوك ... شبه كبير بين الوالد والولد أبوك السيد أسعد طرابزوني وعمك منتظر... سنوات طويلة مرت ... وبالرغم من صلة الرحم التي ربطت بيننا وبين الأسرة الكريمة غير أنه في كثير من الأحيان تفوق روابط الصلة الرحم والقرابة، هذا ما كان قائماً بين الأسرتين ... رحمك الله يا سيد فاروق وشملك بعفوه ورضاه ومنح الأسرة الصبر والعزاء الجميل.