حصل مركز التميز البحثي للنخيل والتمور التابع لجامعة الملك فيصل على براءة اختراع من مكتب براءة الاختراع الأمريكي وذلك في إنتاج خميرة الخبز من التمور. وأوضح المشرف العام على إدارة التبادل والتعاون المعرفي ورئيس مجلس إدارة المركز الدكتور عبدالله بن إبراهيم السعادات أن المملكة تمتلك كميات كبيرة من التمور ذات النوعية المطلوبة لإنتاج خميرة الخبز، وإنتاج الخميرة من التمور وتوطين تقنياتها بالمملكة يقدم منافع عديدة لقطاع التمور بالمملكة بشكل عام وهي ذات أهمية بالغة تتضمن الحصول على قيمة مضافة أكبر مما يرفع المردود الاقتصادي للتمور بالمملكة إلى جانب الاستفادة الاقتصادية من نوعيات ذات جودة منخفضة وغير مرغوبة لدى المستهلك. وأضاف أنه تم تطوير تقنية خاصة لإنتاج خميرة الخبز من التمور حيث تم استخلاص وسط التنمية من التمور بمختبرات الجامعة ثم أجريت التجارب لإنتاج سلالات مختلفة من الخمائر بنجاح واستعملت هذه السلالات في عملية إنتاج الخبز العربي بنجاح. وأشار الى أن خميرة الخبز بشكل عام هي كائنات حية دقيقة وحيدة الخلية تتكاثر بطريقة الانقسام وفي وجود الماء والسكر فإنها تفرز أنزيماتها وتحلل السكر وتنتج ثاني أكسيد الكربون وعند أخذ الخميرة بعد تنشيطها ووضعها مع دقيق القمح فإنها تتغذى على النشأ الموجود في العجين وتنتج غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعمل على نفش العجين وانتفاخه وكذلك مركبات النكهة أما في حالة عدم استخدام الخميرة فإن الخبز يصبح متصلبا من الصعب تذوقه. وقد جرت مقارنة الوسط المستخلص من التمر بالوسط المستخلص من المولاس باعتباره المادة التقليدية لإنتاج الخميرة على مستوى العالم ووجد أن وسط التنمية المستخلص من التمر لا يقل بأي حال من الأحوال عن المولاس بل يتفوق عليه في بعض الجوانب مثل محتواه من السكر الذي يعد المكون الغذائي الأساسي لإنتاج الخميرة هذا بالإضافة إلى محتواه من الفيتامينات والعناصر المعدنية اللازمة لنمو خميرة الخبز. وبين أن وراء تنفيذ هذه الدراسة باحثين من ثلاث جهات هم الدكتور صلاح بن محمد العيد والدكتور صديق حسين حمد من كلية العلوم الزراعية والأغذية والدكتور فهد بن محمد الجساس من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وعبر السعادات عن تقديره لوزارة التعليم العالي ممثلة في أمانة مراكز التميز البحثي ومدير الجامعة على ما يحظى به مركز التميز البحثي في النخيل والتمور من اهتمام ودعم وتوجيه سيساعد بمشيئة الله في تحقيق أهدافه التي أنشئ من أجلها ونوه بتجربة المركز في التعاون الدولي مع الجامعات والمراكز البحثية مثل جامعة ميتشغان ومعهد جنوب استراليا للأبحاث والتطوير وجامعة كاليفورنيا ريفرسايد وجامعة أتوفون غوريك بألمانيا وجامعة ولاية كنساس وغيرها من الجامعات والشركات المتخصصة بالدعم الذي تجده مراكز التميز البحثي من وزارة التعليم العالي ومن مدير الجامعة. وقال: في ظل هذا الدعم والاهتمام وتنفيذا للأهداف التي نشأت من أجلها هذه المراكز والتي من أهمها تسجيل براءات الاختراع فقد حققت الأبحاث بالمركز العديد من النتائج العلمية المتميزة.