حصلت جامعة الملك فيصل على براءة اختراع عن «إنتاج خميرة الخبز من التمور» من مكتب براءة الاختراع الأميركي، فيما لا تزال 4 براءات اختراع قيد التسجيل. وأوضح مدير مركز التميز البحثي للنخيل والتمور في الجامعة الدكتور صلاح العيد، أن «إنتاج الخميرة من التمور وتوطين تقنياتها في المملكة التي تمتلك كميات كبيرة من التمور، ذات النوعية المطلوبة لإنتاج خميرة الخبز، يضيف منافع عدة لقطاع التمور في المملكة». وأضاف: «تم تطوير تقنية خاصة لإنتاج خميرة الخبز من التمور، إذ تم استخلاص (وسط التنمية) من التمور بمختبرات الجامعة، ثم أجريت التجارب لإنتاج سلالات مختلفة من الخمائر بنجاح، واستعملت هذه السلالات في عملية إنتاج الخبز العربي بنجاح». وأشار العيد إلى أن خميرة الخبز «كائنات حية دقيقة، وحيدة الخلية، تتكاثر بطريقة الانقسام، وفي وجود الماء والسكر؛ فإنها تفرز انزيماتها، وتحلل السكر، وتنتج ثاني أوكسيد الكربون»، لافتاً إلى أنه «عند أخذ الخميرة بعد تنشيطها، ووضعها مع دقيق القمح، فإنها تتغذى على النشا الموجود في العجين، وتنتج غاز ثاني أوكسيد الكربون، الذي يعمل على نفش العجين وانتفاخه، وكذلك مركبات النكهة. أما في حال عدم استخدام الخميرة؛ فإن الخبز يصبح متصلباً، يصعب تذوقه». وذكر أنه «جرت مقارنة الوسط المُستخلص من التمر، بالوسط المستخلص من «المولاس»، باعتباره المادة التقليدية لإنتاج الخميرة على مستوى العالم. ووجد أن وسط التمر لا يقل عن «المولاس»، بل يتفوق عليه في بعض الجوانب، مثل محتواه من السكر، الذي يعتبر المكون الغذائي الأساسي لإنتاج الخميرة، إضافة إلى محتواه من الفيتامينات، والعناصر المعدنية اللازمة لنمو خميرة الخبز». ويقف وراء تنفيذ هذه الدراسة باحثون من 3 جهات هم: مدير مركز التميز البحثي في النخيل والتمور في جامعة الملك فيصل الدكتور صلاح محمد العيد، والدكتور صديق حسين حمد من كلية العلوم الزراعية والأغذية، والدكتور فهد محمد الجساس من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وأكد العيد أهمية الاختراع «البالغة»، لأنه «يتيح الحصول على قيمة مضافة أكبر، ما يرفع المردود الاقتصادي للتمور في المملكة، إضافة إلى الاستفادة الاقتصادية من التمور ذات الجودة المنخفضة، وغير المرغوبة لدى المستهلك». وأضاف أن «طلب البراءة اجتاز بجدارة، الإجراءات الطويلة والدقيقة التي يتطلبها مكتب براءة الاختراع الأميركي».