ثمن أمين عام المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان الشيخ الدكتور خلدون عريمط دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى عدم السماح باستغلال الدين لباسا للمتطرفين والعابثين والطامحين، موضحا ل «عكاظ» أنها دعوة للمسلمين للالتزام بكتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وسيرة السلف الصالح والابتعاد عن كل وسائل التطرف والانزلاق والجمود، وقال: «هذه الدعوة مع بداية شهر رمضان المبارك إلى أبناء الأمة العربية والإسلامية هي دعوة مباركة انطلقت من جوار بيت الله الحرام لتقول للأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها إن الإسلام دعوة لتوحيد الله، هي دعوة للرحمة والتعارف والتلاقي بين الأمم والشعوب»، وأضاف عريمط أن الإسلام هو دين حوار ودين احترام الآخر وهداية الناس، بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذه المبادئ التي أشار إليها خادم الحرمين الشريفين إنما هي تأكيد على أن رسالة الإسلام تنطلق من كلمة سلام وتنطلق من وحدانية الله وتخاطب الناس جميعا: «أيها الناس إلام تتقاتلون، الحرب من عمل الشيطان، والسلم أولى بكم، ففيه ذواق النعيم الذي تشتهون»، فلا شك أن هذا البيان والكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين إنما هي دليل لكل الجماعات والمجموعات لأن تعود إلى رشدها وتلتزم بكتاب الله وسنة رسوله، وفقا لقول الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، وتابع: «المتطرفون والإرهابيون والتكفيريون ليس لهم مكان في بيئتنا الإسلامية؛ لأن عقيدتنا الإسلامية هي عقيدة سمحة ومحبة وداعية في سبيل الله، أما المجموعات التي ترفض الآخر وترفض الحوار وترفض النصيحة بعيدة كل البعد عن بيئتنا وعقيدتنا الإسلامية. بارك الله في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والأسرة الحاكمة وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية الذي كان وما زال يحمل رسالة الإسلام الحضارية التي تدعو إلي الإيمان بالله والتمسك بكتاب الله والالتزام بسنة الرسول، وفي نفس الوقت تنبذ الإرهاب وتنبذ الفتن وتنبذ الفرقة، ما بين المسلمين وبقية الأمم والشعوب»، وختم عريمط : «أدعو الإخوة المسلمين في لبنان وفي كل البلاد العربية والإسلامية إلى الاستماع إلى هذا الخطاب (النصيحة) الذي فيه نصح لكل الأمور ونصح للعلماء وللمسلمين جميعا لأن يعتصموا بحبل الله وأن يبتعدوا عن كل ما ينفر ويفرق بين المسلمين والشعوب الأخرى التي تحرص على التعايش».