صاح الشيخ باقلاقل رحمه الله عندما ورده سؤال عن الوسوسة، فقال: يوسوسون على أيش؟ على الوضوء تكبيرة الإحرام؟ مرتين وثلاثا وعشرا؟ يبددون الماء ويضيعون وقتهم بلا فائدة؟ ليش ما يوسوسون في الزكاة فيدفعونها ثلاث أو أربع وخمس مرات أو حتى مرتين؟ رضينا. كان الشيخ باقلاقل أستاذ لأصول الفقه في كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة قبل دمجها في جامعة طيبة، وكانت إجاباته على هذا الغرار. أقرب خط بين نقطتين هو الخط المستقيم. فسئل كيف تجيب بهذه السرعة؟ فرفع كفيه وبسط أصابعه، وقال: كم أصبعا ترى؟ فقال السائل: عشر أصابع؟ فقال: أجبت بسرعة لم تفكر قليلا قبل الإجابة؟ فقال السائل: هذا أمر بديهي. فقال الشيخ: وهذا جوابي. لحكمة بليغة جاءت سورة الناس في ختام القرآن الكريم بدواء الوسوسة، واستعاذة بالله منها بالصفات العظمى الثلاث، وهي رب الناس وملك الناس وإله الناس. قال بعض المفسرين: الأولى للأطفال والثانية للكبار والثالثة للشيوخ والعجائز. والله أعلم. الوسوسة تدخل صاحبها في حرج، والحرج والتعسير والضيق ليست من الدين؛ لذلك قالوا: الميسور يسقط بالمعسور، وقالوا: إذا ضاق الأمر اتسع. قال تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). لكن لا بأس من اتباع وصفة الشيخ باقلاقل. الوسوسة في الزكاة فقط لكي يستفيد الفقراء. اسألوا المشايخ أولا. الادارة