في سابقة هي الأولى من نوعها، تقدم عدد كبير من العاملين في قناة «الجزيرة مباشر مصر» باستقالتهم، بسبب ما وصفوه بعدم حياد القناة في التغطية الإخبارية للقناة عن الأوضاع الجارية في مصر، وتعمدها تشويه الحقائق على الأرض، وهو نفس الاتهام الذي أثاره الإعلاميون أثناء مؤتمر صحفي للمتحدثين باسم وزراتي الدفاع والداخلية، أمس الأول، وإصرارهم على طرد طاقم الجزيرة من المؤتمر. وشهدت القناة، مساء أمس الأول، تقديم الإعلامية فاطمة نبيل لاستقالتها، مؤكدة أنها ستعود للعمل في التلفزيون المصري، مبررة ذلك بأنها طوال فترة عملها في قناة الجزيرة مباشر مصر شاهدت تحيزا لجماعة الإخوان على حساب الحقائق، مشيرة إلى أن «إدارة القناة أصدرت تعليمات صريحة لمذيعي البرامج الحوارية بالقناة، من أجل اتخاذ موقف متحيز للإخوان، وتحريف الأحداث بغض النظر عما يجري على أرض الواقع، وأضافت أن الوقت الحالي الذي تمر به البلاد يحتاج إلى تكاتف الجميع ضد محاولات إيقاع مصر في نار الفتنة». وتقدم باستقالته من القناة أيضا الإعلامي كارم محمود احتجاجا على تغطيتها للشأن المصري بعد 30 يونيو، ولم تتوقف موجة الاستقالات عند المذيعين فقط، بل تضمنت أيضا عددا من المعدين والفنيين. وتقدم بالاستقالة عدد من مراسلي القناة في المحافظات، ومنهم محمد خلف أمين مراسل القناة في محافظة بنى سويف الذي أكد أن القناة رفضت إذاعة المظاهرات المؤيدة للشرعية الشعبية والجيش، وتقدم بالاستقالة أيضا حسن عبدالغفار مراسل محافظة المنيا الذي أكد ل«عكاظ» أنه أقدم على الاستقالة لإعلاء مصلحة مصر، ورفضا لإثارة الفتنة والبلبلة في المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، مشيرا إلى أنه شعر بارتياح كبير وراحة ضمير بعد اتخاذ هذا القرار على حد تعبيره، وأوضح حسن أن القناة مصرة على تنفيذ أجندة سياسية على جثث ودماء المصريين ودون النظر إلى أن مصر دولة عربية شقيقة، لافتا إلى أن القناة في الفترة الأخيرة كانت تستضيف شخصيات محددة من الإخوان والموالين لهم لتصوير أن ثورة المصريين ما هي إلا انقلاب عسكري من الجيش على الشرعية، مشيرا إلي أن القناة تقوم ب«فبركة» الكثير من الفيديوهات والأخبار التي تعرضها، مشددا على أنه تم منعهم من تغطية هجوم مليشيات الإخوان بالأسلحة البيضاء والآلية على المسيرات السلمية للمواطنين المطالبين بعزل مرسى. من ناحية أخرى، طالب عدد كبير من المنظمات والجاليات المصرية بالخارج المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت بغلق قناة «الجزيرة» القطرية من مصر وإلغاء البث من القمر الصناعي النايل سات بسبب ما تبثه ضد ثورة 30 يونيو. ودعا الناشط الإعلامي عصام عبيد بهولندا الرئيس المؤقت بسرعة إصدار قرار بوقف البث على النايل السات وغلق قناة «الجزيرة مباشر مصر»، بسبب بث ما يملى عليها من قبل القوى المعادية لمصر ووحدتها، ونقل أخبار معادية لمصر، واعتبر في شكوى رسمية قدمها أمس للرئاسة المصرية باسم المصريين بالخارج بأن قناة الجزيرة أصبحت محل انتقاد عامة المجتمع المصري وغير مرغوب فيها؛ بسبب رفضها ثورة 30 يونيو التي انتصرت فيها إرادة الشعب بعزل الدكتور محمد مرسى من رئاسة الجمهورية. وأضاف عبيد في الشكوى أن عددا المنظمات والجاليات المصرية بالخارج التي وقعت عليها وصل إلى أكثر من 80 هيئة ومنظمة وجالية مصرية حول العالم، وأشار إلى أن قناة الجزيرة تحاول تأليب الرأي العام العالمي ضد مصر من خلال بث أخبار تفيد بأن مصر تتعرض لانقلاب عسكري ضد الشرعية من قبل الجيش المصري، وقال: «سنتقدم بمذكرة إلى النايل سات والقمر الأوروبي والأمريكي لتوضيح ما تقوم به قناة الجزيرة القطرية ببث أخبار كاذبة ضد الجيش ومصر». من جانبها، بينت الدكتورة ليلى عبدالمجيد أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة أن تغطية قناة الجزيرة للأحداث في مصر غير مهنية وتتحيز لفئة صغيرة من فئات الشعب المصري وتهتم بأخبار الإخوان، وتترك غالبية الشعب الذي يملأ الميادين، مشيرة إلى أن هناك حدودا وسقفا للحرية الإعلامية التي لا تعنى إطلاقا تزييف الحقائق وتناول الأحداث بطريقة غير متوازنة، وليس من المفترض أن تتدخل قناة أجنبية في شؤون دولة أخرى.