مع حلول شهر رمضان المبارك تعيش الأمة الإسلامية في فتن ومحن، من أجل ذلك دعا علماء الأمة الإسلامية عبر «عكاظ» إلى توحد الأمة في هذا الشهر الكريم كما وحدها الله سبحانه وتعالى في إفطارهم وسحورهم، مطالبين المسلمين بالأخذ بفقه الواقع فقيها وسياسيا واقتصاديا وثقافيا، داعين الله أن يجعل من رمضان فرصة للابتعاد عن الشحناء والتباغض وتجسيد أواصر المحبة والتراحم، والتوجه إلى الله بالتمسك بالكتاب والسنة. فقه الواقع إلى ذلك، تمنى المستشار القضائي والمستشار العلمي للجمعية العالمية للطب النفسي في الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح بن سعد اللحيدان مع قدوم شهر رمضان المبارك أن تتوحد الأمة الإسلامية توحدا يقوم على الكتاب والسنة والأخلاق والقيم والآداب التي جاء بها الله عز وجل على لسان نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. وأكد الدكتور اللحيدان أنه وعلى الرغم من كثرة الحروب والاقتتال في مختلف أنحاء العالم الإسلامي إلا أننا ندعوا الله أن تكون كل دولة في أمن وأمان وطمأنينة، بعيدا عن الظلم والفتن. وأشار إلى ضرورة أن يفقه المسلمون الواقع، وأن يسيروا على واقع واع فقهيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا، لأن كل شؤون الحياة ومتغيرات الزمان عالجها القرآن الكريم في محكم آياته البينات، وفسرها نبيه محمد في سنته العطرة. وقال اللحيدان معقبا: يجب أن يتقي الله العلماء في إصدار الفتاوى، فيجب العودة إلى العلماء المعروفين بالحفظ والفهم ومعرفة الكتاب والسنة النبوية. ودعا الشيخ اللحيدان إلى تقارب الأسر في هذا الشهر الفضيل لتجسيد أواصر المحبة والتراحم فيما بينهم، مشددا على ضرورة تطبيق القرآن وأن يمازجوا الواقع بالنص، ويجمعوا بفهمها (فهو الحكم والقسطاس المستقيم، يجب أن نتفق اتفاقا صحيحا فهو الحكم والقسطاس المستقيم). توحد الأمة وحول مخرج الأمة الإسلامية من المحن والفتن مع قدوم الشهر الفضيل، أوضح الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح أن ذلك يمكن إذا أدركت الأمة مفهوم الإسلام المتمثل في الاستسلام والانقياد لله تعالى بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله. وقال فضيلته معقبا: على أبناء الأمة الإسلامية أن تفهم تلك الدلالة من أن تسلم لربها عن طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي عرفها بربها وعباداتها وقيمها وتنظيم شؤون حياتها، فإذا عرفت المنهج الموصل لربها، وهو التمسك بحبل الله، المتمثل في دينه وسنة نبيه، فيجب على كل مسلم أن يسلم لله تعالى وأن يستجيب لمراده، فهو وحده الذي يحكمنا في عبادتنا وأخلاقنا وعلاقاتنا مع أنفسنا وأهلينا وأعدائنا. وأكد أن شهر رمضان فرصة ليراجع الإنسان نفسه، وأن يتحقق من جوهر قلبه ومشاعره على كتاب الله وسنة نبيه، فمن تيقن من ثبوت إيمانه واستقامته فهو المفلح والمصيب، ومن كان عكس ذلك فليستثمر هذا الموسم المبارك في النهوض بنفسه بالتزود من الطاعات والرجوع إلى الله تعالى، خاصة وأن باب التوبة مفتوح ونفحات الرحمن حاضرة في ليالي وأيام هذا الشهر المبارك. وحذر الدكتور المصلح من أن تستسلم الأمة لأفكارها البشرية، لتحكمها في شؤون حياتها، فهذا مسار أعوج وطريق منحرف، فلا منهج للمسلم سوى العودة إلى الله وحده واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. دعوة للدعاء من جانبه، قال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الدولية السابق وأستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور أبو بكر باقادر: أسال الله أن يكون في عون إخواننا في كل مكان، وأن يعينهم في هذا الشهر المبارك وهو شهر الخير والرحمة، وهناك من يعيش في خوف واضطراب بسبب الحروب والفتن، لذا أوجه دعوة لأن نجتمع لنخفف على إخواننا وطأة الظلم الذي حل بهم، وأن نلهج إلى الله بالدعاء بتفريج كربهم، وأن نبذل لهم ما بوسعنا وما تجود به أنفسنا من مال هم في أمس الحاجة إليه. وأضاف الدكتور باقادر: بالنسبة لأهلنا في المملكة أن يشمروا سواعدهم للعبادة، وأن يروضوا أنفسهم على اكتساب العادات الحسنة وأن نتخلص قدر الإمكان عن العادات السيئة التي تنتشر في ليالي شهر رمضان بالإسراف في تنوع المأكولات والمشروبات، ومن المفترض أن تكون البطن في إجازة من ذلك الأكل الكثير . وأوضح باقادر أن رمضان شهر محبة وسعادة وترابط، لذا تمنى من الأسر أن تتواصل فيما بينها، وأن تتخلص من كل أمراض القلوب من الحسد والأحقاد، متمنيا أن تستثمر المجتمعات أسرار وتأثير هذا الشهر فيما يعود على الأمة بالخير والفائدة، خاصة المناسبات الدينية التي تمنح ارتياحا نفسيا للمتلقي. 3 رسائل فيما بعث أمين عام جمعية القرآن الكريم في منطقة مكرمة المكرمة حسن بن عبيد باحبيشي، ثلاث بطاقات بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، استهلها بالتوجه إلى الله بأن يعيد الأمة الإسلامية إلى كتابها وعزتها ومجدها، وأن تتمسك بسنة نبيها الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة ونحن نعيش في أمان واطمئنان في هذا البلد المبارك. وتمنى باحبيشي أن تستثمر الأمة في هذا الشهر الفضيل الشحنات الإيمانية التي يودعها الله في ليالي وأيام الشهر المبارك، واعتبرها فرصة ذهبية أن يتعرض المسلم لهذه المنحة الربانية المجانية، ليحصل الخير والثواب من الله تعالى.