هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الشعب السعودي بحلول شهر رمضان. معربين عن أملهما أن يجمع الله كلمة الأمة على «التمسك بأهداب الدينِ السمح، وأن يجعل من قدومِ هذا الشهر المبارك فرصة لبناء أوطاننا ومجتمعاتنا، على أسس من التراحم والأخوة». وكانت المحكمة العليا في السعودية أعلنت ثبوت رؤية هلال شهر رمضان مساء أمس (الخميس)، بشهادة عدد من الشهود العدول، وبذلك يكون اليوم (الجمعة) هو غرة شهر رمضان المبارك. (للمزيد) وقال خادم الحرمين الشريفين وولي العهد في كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان، ألقاها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أمس: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله القائل في محكم تنزيله: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيِنات من الهدى والفرقان)، والصلاة والسلام على من بعثه الله - تبارك وتعالى- رحمة للعالمين ، نبينا وحبيبنا سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. الإخوة والأخوات - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عامٍ وأنتم بخير ها نحن أولاء نستقبِل شهر رمضان المبارك، وقد اشتاقت إليه النفوس والقلوب، تستدني فيه الخير والأجر والثواب، وتنتظر مقدمه السعيد، لتتنسم في أَيامه العظيمة ولياليه المباركة معاني التعاطف والتراحم والتكاتف، وليستذكر فيه المسلمون فرح الأرض حين استقبلت نبأ ربها، بنزول آي الوحي الكريم على فؤاد الرحمة المهداة نبينا وحبيبنا سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في ليلة مباركة، هي خير من ألف شهر، فعرف العالم الباحث عن اليقين الحق والهدى والفلاح. فأهلاً وسهلاً بسيد الشهور. الإخوةُ والأخوات: إن القلوب لتجد في شهر رمضان المبارك، شهر الخير والمغفرة، دروساً وعظات، تجِدد بِها صلتها بالله - تَبارك وتَعالَى- إخلاصاً في العبادة، وسيراً حثِيثاً على النهج القويم، وفي هذا الشهر الفضيلِ، وفي أيامه ولياليه، تشع أعلى المعاني الإنسانية وأجلها وأرقاها، فالكبير يعطف على الصغير، والغني يأخذ بِيد الفقير، والمجتمع كله يستشعر ألوان العطف والمحبة والتراحم، في صورة ناصعة الألق والبهاء، يظهر في أثنائها كيف بنى الإسلام أمة، وكيف أَسس حضارة، أبرز سماتها تحقيقها للعدل والتسامح والتكافلِ. الإخوة والأخوات: إننا نرفَع أكف الضراعة إلى الله - جلّ وعلا - أن يجمع كلمةَ أمتنا على التمسك بأهداب الدينِ السمح، وأن يجعل من قدومِ هذا الشهر المبارك فرصة لبناء أوطاننا ومجتمعاتنا، على أسس من التراحم والأخوة، مصداقاً لقول الله تَعالى: ( إنما المؤمنون إخوة)، ونسأله - تبارك وتعالى - أن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يأخذ بأيدينا إلى فعل الخيرات، وأن يجعلنا، بِفَضله وعفوه، مِن عتقاء هذا الشهر الكريم. كما ندعوه - جلّ وعلا - أن يرحم من لاقَى وجهه الكريم، ممن قَبضهم إليه، ولم يدركوا هذا الشهر، وأن يشملهم بعفوه ومغفرته، وألا يحرِمنا الأجر والثواب، بعفوه وكرمه، وأن يجمع كلمةَ المسلمين علَى التمسك بِكتَابِه وهديِ نبيه - صلى الله عليه وسلم-. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».