في الطريق إلى بدع بن خلف 300 كلم عن حائل، تأسرك المناظر الخلابة والجبال والمرتفعات والمزارع المتناثرة هنا وهناك، والقرى التي تشهد نقلة تنموية غير مسبوقة، إلا أن لحظة وصول القرية لم تكن لها علاقة بهذا الجمال، فهي بائسة عشوائية بكل المعاني. ورغم أن موقع قرية بدع بن خلف سياحي بامتياز حيث يقع بالقرب من جبال الأبيض البارد صيفا، إلا أن أسواقها مبعثرة، وأطفالها يلعبون وسط الرمال في شوارع بدائية ما يشي بخلل ما ربما يقف حائلا دون اعتماد المشاريع التنموية التي يمكن أن تساهم في توفير أهم احتياجات الأهالي. في البدء تحدث ل «عكاظ» رئيس المركز سالم محمد الرشيدي الذي يسكن منزلا فسيحا بني على الطراز الحديث، يلتف من حوله عدد كبير من أبنائه وأحفاده وبعض أفراد القبيلة موظفي الإدارات الحكومية، قائلا: بدع بن خلف من الحدود الإدارية بين المدينةالمنورةوحائل. والمركز في حاجة ماسة بحكم مكانته إلى اهتمام يتمثل في مساكن تليق بالأهالي، وشبكة طرق تربط قرى بدع بن خلف بعضها ببعض خاصة أن الاحتياج قائم في ظل المعاناة الإنسانية للمرضى وكبار السن الذين لا يستطيعون الوصول إلى مراكز الخدمات البعيدة بسهولة وهناك كوارث الحرائق التي غالبا ما تلتهم المزارع التي لا تصلها آليات الدفاع المدني بسهولة كما تحتاج إلى شبكة للمياه خاصة في ظل شح المياه في بدع بن خلف وقراها التي تزيد على 35 قرية. ويضيف الرشيدي: المركز بحاجة إلى ترفيعه من فئة (ب) إلى فئة (أ)، كما أن نقص الموظفين يؤثر على أداء المركز وخدمته لأكثر من 35 قرية وهجرة، بالإضافة إلى عدد من الدوائر الحكومية كالمركز الصحي، مكتب بريد، مكتب خدمات بلدية، فرع للجمعية الخيرية، محطة توليد كهرباء، هاتف ريفي، ونقطة نظافة، كما يبلغ عدد السكان 9000 نسمة بلا مدارس. وواصل الشيخ سالم: إن مدينة بدع بن خلف يوجد بها أكثر من 4000 نسمة يستفيدون من فرع الجمعية الخيرية ونطالب وزارة الشؤون الاجتماعية بتحويلها جمعية خيرية لكثرة الأيتام والعجزة والأرامل بالمنطقة. وطالب عبدالله سالم بفك أسر الصكوك المتوقفة لسكان بدع بن خلف رغم أنها خاصة بممتلكاتهم الخاصة، ما حال دون الحصول على قروض عقارية، لافتا إلى الاحتياج الشديد لمخفر شرطة، وذلك لكثرة العمالة السائبة ومنع السرقات المتكررة بالمنطقة، كما ناشد الجهات ذات العلاقة بترفيع مكتب خدمات البلدية إلى بلدية عامة لتزيد نشاطها، كما طالب باستحداث ملاعب رياضية ومسطحات خضراء وحدائق عائلية ومتنزهات شبابية، وسفلتة المدينة ورصفها داخليا والقرى المجاورة، بالإضافة إلى إنارة الطرق الداخلية المجاورة للمنازل. وتحدث مدير ثانوية بدع بن خلف شباب مساعد الشويلعي قائلا: «يحتاج الأهالي إلى مركز للدفاع المدني لبعد المسافة عن أقرب مركز مدني حوالى 60 كلم»، مؤكدا أنه في حالة حدوث حريق لا سمح الله في أرجاء البلدة يلتهم الحريق كل شيء قبل وصول معدات الإطفاء، كما طالب الشويلعي بتطوير المركز الصحي وتوفير عيادة أسنان وأشعة ومختبر، لافتا إلى أن الأهالي لا يستفيدون من المركز الصحي كونه لا يقدم أي خدمة صحية تذكر، منهيا حديثه بمطالبته بافتتاح فرع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. يوافقهما الرأي بدر سالم محمد، مشيرا إلى ضرورة استحداث مركز للهلال الأحمر نظرا لكثرة الحوادث على الطريق العام بين الحائط - بدع بن خلف- الحناكية، كما يطالب وزارة المياه بإنشاء سدود بالمنطقة لشح المياه ما يتسبب في موت المزارع، لافتا إلى ضرورة الإسراع في إنشاء لجنة التنمية الاجتماعية، لحاجة البلدة إلى مخططات سكنية ومنطقة صناعية وقصر للأفراح والاحتفالات. وينضم إلى قافلة المطالبات سلمي محمد الرشيدي مناشدا الجهات المختصة بافتتاح سوق السبت الأسبوعي للبلدة الذي يحتاج إلى سفلتة وتنظيم كونه عشوائيا فيختلط فيه الحابل بالنابل، فيما تغطي الرمال السوق بأكمله، كما تمنى عزل الأعلاف عن سوق الشعبي، وتمنى الرشيدي إنشاء مسلخ نموذجي بالبلدة للاستغناء عن المسالخ القديمة. وعن آثار المنطقة يقول سلوم الشويلعي بأن البدع تحتوي في جنباتها آثارا كثيرة منتشرة على أطراف البلدة، كما أنها بحاجة لحراس وتسوير، خاصة أثار القور التي تعتبر من أهم أثار منطقة حائل وحفاظا عليها من اللصوص، وطالب هيئة السياحة بالاعتناء بمصيف جبل الأبيض الذي يعد معلما سياحيا للمنطقة ككل فقد مرت عليه زيارات العديد من الأجانب الفرنسية والبريطانية والبحث عن أسرار هذه البرودة في حرارة الصيف التي يبثها ذلك الجبل الأبيض. ويشير عبيان عبدالله مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بالحائط أن المركز الصحي ينقصه الكثير من الأدوية التي يحتاجها الأطفال ومريض السكر فقد يشترون علاج السكر على حسابهم الخاص من الصيدلية الأهلية وترهقهم ماديا. وبين مسند معلث أبو نايف بأن الحاجة ماسة لفتح قسم طوارئ بالمركز الصحي لبعد المسافة عن محافظة الحائط. ومن جهته، أوضح ل «عكاظ» رئيس المجلس البلدي لبلدية الحائط ناجي الرشيدي أن تقارير اللجان تم عرضها في جلسات سابقة وتبين أن المخالفات تتطلب العرض على الوزير وقام المجلس بحصر المشاريع المتعثرة والمخالفة وسلمت رسميا لسمو وزير الشؤون البلدية والقروية بحسب الاختصاص ووفقا للائحة التنفيذية لعمل المجالس البلدية. وأشار مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي لصحة المنطقة ماجد بن مبارك المعيلي إلى أنه لا يوجد اعتماد معياري لافتتاح مراكز طوارئ بالمراكز الصحية، وإنما قامت صحة المنطقة بافتتاح خدمه طوارئ بالمراكز الصحية التي تبعد أكثر من مائه كيلومتر عن أقرب خدمه صحية.