أصدر رئيس الدائرة الجزائية الثالثة في المحكمة الإدارية بجدة حكما مبدئيا بعدم إدانة عضوين من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك بعد أن عجزت جهة الادعاء عن احضار شهود العيان الذين واصلوا غيابهم للمرة التاسعة عن الحضور لتقديم الشهادة في القضية التي تقدم بها ممثل الادعاء، مؤكدا أن عددا من الأشخاص شهدوا في محاضر التحقيق بمركز الشرطة على اعتداء عضوي الهيئة على أحد المواطنين، غير أن تلك الشهادة لم تستمع لها اللجنة القضائية بسبب تواصل غياب الشهود على مدار الجلسات السابقة، وسط إصرار من عضوي الهيئة على مواجهتهما بالشهود، مؤكدين عدم الاعتداء على الشاب. وكانت المحكمة الادارية في جدة قد عقدت جلسة جديدة للنظر في الاتهامات التي طالت العضوين وتلخصت في تهمة الاعتداء على شاب بالضرب وتمزيق ملابسه أثناء ضبطه أمام أحد الاسواق جنوبي جدة كما أشارت لائحة الاتهام التي تقدمت بها هيئة الادعاء والتحقيق، وأكدت قيام عضوي الهيئة باستيقاف مواطن باعتراض مركبته بجوار أحد المجمعات التجارية، ومن ثم ترجل أحدهما للحديث معه طالبا هوية الشاب قبل أن يتعدى عليه بالضرب، وبين الادعاء أن الشاب المعتدى عليه أصيب بكدمات جراء ذلك، فيما تعرضت ملابسه للتمزق إثر المشاجرة. وكانت الجلسة الأخيرة قد بدأت بمثول المتهمين الأول والثاني أمام ناظر القضية وسألهما عن وجود أي أقوال أو معلومات يريدان اضافتها للقضية، فما كان منهما إلا أن واصلا انكار الاتهام، لتتم بعد ذلك مناداة الشهود الذين واصلوا الغياب عن الجلسات. وجاء في شهادة أحد مشرفي الأمن في المركز الذي شهد الواقعة، أنه شاهد سيارة صغيرة بداخلها شاب وكان أحد اعضاء الهيئة راكبا معه في المقعد الأمامي المجاور له ويضربه ضربا مبرحا، وتدخل زميل عضو الهيئة ورجل الأمن المرافق لهما، وقال الشاهد «خرج الشاب من السيارة إلا أنه قاوم عضوي الهيئة وحاول الهرب تاركا ملابسه في يد رجل الأمن الذي سلمها بدوره لعضو الهيئة». تلك الشهادة رفضها المتهم الأول وأشار إلى أنها غير صحيحة وأن الشاب خلع ثوبه خلال مقاومته لرجل الأمن. وقال آخر تقدم طواعية بالشهادة حول ما حدث «حضرت إلى السوق، وشاهدت سيارة للهيئة أوقفها قائدها أمام سيارة شاب ونزل أحد أعضاء الهيئة وطلب من قائد المركبة الصغيرة منحه هويته وقام بضربه ومن ثم قطع ملابسه، وبعد أن هرب الشاب من يده أخذوا سيارته وغادروا الموقع». وبين شاهد آخر يعمل قائدا لسيارة أجرة أنه عند وصوله للسوق لاحظ رجلي الهيئة ومعهما رجل أمن يمسكان بشاب وقد خلع ثوبه في ايديهم وهرب منهم. تلك الشهادات رد عليها المتهم الثاني قائلا «الشهادات متناقضة ولم تتفق في تفاصيلها، وذلك كما يتضح من تلاوتها»، وطلب مواجهة الشهود غير أنه لم يحدث بسبب غيابهم، وعجز ممثل الادعاء عن احضارهم، لذا حكمت اللجنة القضائية بعدم إدانة عضوي الهيئة من التهم المنسوبة إليهما.