حذر شرعيون من غياب الأذكار الشرعية والمأثورات النبوية من نفوس النشء قائلين: كلما مر زمن ظهر جيل أقل حفظا لها وحرصا عليها وهذا يستلزم تعاونا لتدارك الموقف. ونوهوا بأهمية الأذكار للحرز من السوء، واستغلال رمضان لتأصيل الذكر في النفوس، وتعويد الأبناء على قراءتها، وتفعيل دور القنوات لإيضاح أهميتها دون الاقتصار على سردها. وقالوا: جيل الماضي أكثر حرصا على الورد اليومي مما عليه أبناء اليوم. وأرجعوا التقصير في حفظ وقراءة الأدعية والمأثورات والأذكار إلى الانشغال بالتقنية، وغياب دور ولي الأمر، وعدم تسليط القنوات الضوء على أهمية الأذكار والاكتفاء بسردها. وأوضح الشاب خالد أيمن أن مداومته على الأذكار والورد متقطع وعلى فترات متباعدة، قائلا: يرجع ذلك إلى عدم حفظي لها أو معرفتي بفضلها. وبين أن قراءته للأذكار تقتصر عند مرورها أمامه عبر شبكات التواصل، أو رسائل الجوال، أو مشاهدته لها مكتوبة في المساجد، منوها بضرورة إيضاح فوائدها حتى تكون دافعا للأجيال للمداومة عليها. التعاون والتكاتف وقال الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور عبدالله بصفر: ينبغي للمؤمن حفظ الأدعية سواء الصباحية أو المسائية أو عند الدخول والخروج من وإلى المنزل أو اللباس وعند تناول الأطعمة، وكل ما يصادف الإنسان من سفر وركوب للدابة وغيره، مبينا أن شهر رمضان فرصة لتأصيل الذكر في النفوس، وتعويد الأبناء عليها، مطالبا باستغلال الشهر من قبل وسائل الإعلام لتأصيل هذه السنة النبوية. وأضاف: الحرص على الورد ليس لكسب الأجر فقط بل لجني الفائدة في الآخرة إذ يكون الإنسان قدوة لأبنائه وللمسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا). وحذر من غياب الأدعية بين الجيل الحالي، منوها بأهمية الذكر في الحرز من المكروه والمصائب والسوء والشيطان وهذا يتطلب التعاون بين الوالدين لتأصيل ذلك في نفوس الأبناء. تفعيل الأدوار من جهته، أكد الباحث الدكتور نبيل حماد أن من سمات المسلم الحرص على الورد اليومي الذي جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك للحرز من السوء وللاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال عليه السلام: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ). وتطرق لدور التسجيلات الإسلامية في توفير كتيبات شيقة للأطفال تسهم في حفظهم للأذكار قائلا: توجه الكثيرون إلى توفير كل شيء لأبنائهم وقصروا في هذا الجانب الملح من حياة المؤمن. وأشار إلى دور الآباء في تعليم وتحبيب أبنائهم في الأدعية والورد اليومي وأذكار ما بعد الصلاة وتكريمهم على ذلك إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ...)، محذرا من إهمال التربية القويمة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول). ولفت إلى ضرورة الاقتداء بالعوائل التي تحرص على هذا الجانب بسؤالها عن الطرق المتبعة مع أبنائهم، مبينا أن قراءة الأدعية في أوقاتها يسهم في تعليم الابن النظام في حياته العملية وترتيب أوقاته. تعويد الأبناء إلى ذلك، لفت الباحث الشرعي الدكتور رضوان الرضوان إلى دور ولي الأمر في حفظ رعيته للأذكار ومداومتهم عليها قائلا: لا بد من تعويد الأبناء على قراءتها، مثلما عليه جيل الماضي. ويواصل: كلما مر زمن ظهر جيل أقل حرصا على الذكر، منوها بأهمية الأدعية في الحرز من المصائب والسوء والشيطان. وطالب بحفظ الورد اليومي سواء الصباحي أو المسائي أو عند دخول المنزل أو وقت نزول المصائب ونحوها، قائلا: عند ذكر الله يجب الإدراك أن الله سيستجيب للعباد، مضيفا: على المرء الحرص على الورد لا لفائدتها بل حتى يكون قدوة لأبنائه وللمسلمين إذ قال صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا). وقال: الذكر من أجل المقاصد أنفع الأعمال المقربة إلى الله كما مدح الله أهله فقال سبحانه وتعالى: «والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما»، وقال سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا»، وقال أيضا في كتابه الكريم: «الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم». ونوه بحاجة المرء للورد اليومي، مبينا أن السنة مليئة بالأحاديث الدالة على فضل الذكر وعوائده على الذاكرين. من أسباب التوفيق إلى ذلك، قال الداعية محمد إبراهيم: لا شيء بعد كلام الله أفضل من حديث رسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الإدراك يساعد المرء على حفظ الأدعية الواردة في السنة والتعرف على فوائدها ومتى تقال. وقال: لو تأمل المرء حياة النبي صلى الله عليه وسلم سيرى أن حياته عليه الصلاة السلام مليئة بالذكر كما حرص الصحابة رضوان الله عليهم على الأذكار اليومية اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم. وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على الأدعية وفقا للأحوال والظروف، مبينا أن الاطلاع على فوائد ونتائج الأذكار يشجع على المداومة عليها، مردفا يجب حفظ الأذكار وقراءتها يوميا، مؤكدا أنها أحد أسباب التوفيق في الدارين. وخلص: أورد علماء أكثر من سبعين فائدة للذكر كطرد الشيطان ونحوها لقوله تعالى: «ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين». اللجوء للرقاة من جانبه، قال إمام جامع الملك سعود بخزام سعيد القرني: الأدعية تقي الكثيرين من الوساوس التي تقودهم إلى اللجوء للرقاة. مضيفا: يكفينا من الذكر الحرص عليه أول النهار وعند الغروب. وأشار إلى أن السحر والشرور التي ابتلي البعض بها يكمن الوقاية منها بالحرص يوميا على الذكر الشرعي، منوها بفوائد الذكر العظيمة التي تقي من العين والحسد والمصائب. ولفت إلى أننا مطالبون بذكر الله سبحانه وتعالى بما ورد في سنة نبيه مستشهدا على ذلك بقول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا». وذكر أن الإنسان يستهين بالمحافظة على الورد اليومي أحيانا ويتشاغل عنه، ناصحا عموم المسلمين حفظ الأدعية عن ظهر قلب لفوائدها الجمة. وأوضح أن العلماء أوردوا عددا من فوائد الذكر، وألفوا لذلك كتبا، ناصحا عموم المسلمين العناية بالورد اليومي وتذكير الآخرين خصوصا أهل بيته لما يجنيه من فوائد جمة لا يشعر الإنسان بها. وخلص: لو حرص الإنسان على الذكر لتغير كثيرا من حياته، ولو استمر على تقصيره سيكون عرضة للوساوس والمخاوف التي لا أصل لها، إذ من فوائد الأذكار العمل على إزالة الأوهام التي تصيب تفكير المرء.