يشكو عدد من أحياء المدينةالمنورة من الإهمال وغياب السفلتة بالاضافة إلى العشوائيات التي ساهمت في تواجد العمالة الهاربة التي وإن كانت مهلة التصحيح قد أجبرتها على النزوح الى أماكن أخرى إلا أن بقاياهم ما زالت موجودة كما أن بعض الأحياء تشكو من المستنقعات التي تتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض فضلا عن كثرة الحفريات المزمنة. وأجمع عدد من الأهالي أن هناك بعض الشوارع لم تعرف السفلتة منذ سنوات طويلة كما أن الأحياء العشوائية في حاجة إلى التطوير لأن الأحياء الشعبية أصبحت بؤرة لاستقطاب المتخلفين وتغيب عنها السفلتة والإنارة والنظافة، مؤكدين أن هناك شوارع في بعض الأحياء تعاني من حفر مزمنة منذ فترة طويلة دون أن يلتفت إليها أحد. وفي هذا السياق، يقول سعد الحربي (من سكان حي السلام): كلنا نتمنى أن تظهر المدينةالمنورة في أبهى حللها ولكن يؤسفنا غياب عدد من الخدمات وخاصة خدمات السفلتة في بعض أحياء المدينةالمنورة فتجد الطريق غير معبد وبه عدد من المطبات التي أثرت على سياراتنا. وطالب الحازمي أمانة المدينةالمنورة بالاهتمام أكثر ببعض الأحياء مثل حي الحرة الغربية والشرقية والعنبرية إضافة الى تزويد الاحياء الجديدة بالانارة. من جهته، قال منصور المرواني: للأسف بعض الأحياء تفتقد للكثير من الخدمات مثل الانارة والسفلتة والنظافة فحي كبير مثل حي شوران الى الآن يفتقد أعمدة الإنارة وبعض طرقه غير مسفلتة كما أن الكثير من الاحياء يحتاج الى تنظيم في طرقه الضيقة التي تسبب الحوادث. من جهته، اشتكى فهد السناني من عدم الاهتمام بردم الحفر التي تخلفها كثير من المشاريع ويتساءل ايضا: لماذا لا يكون هناك تنسيق بين الادارات الحكومية في مسألة المشاريع التي ما إن ينتهي مشروع حتى تأتي جهة أخرى وتقيم في نفس الموقع مشروعا آخر حيث يتم شق الطريق في الموقع السابق، ما يعطل الناس ويشوه منظر الطريق. أما المواطن بدر الجهني فيشتكي من مواقع المياه الآسنة التي تنتشر بعد الامطار في الأماكن التي لا يوجد بها صرف صحي ويقول إنها أصبحت خطرا على البيئة والسكان بالاضافة الى أنها توضح أن الأمانة لا تهتم بالصحة العامة ويضيف كما تعلمون أن مثل هذه المياه القذرة تصبح بيئة خصبة للبعوض والحشرات الضارة التي تسهم في ازدياد الامراض وانتشار الأوبئة. وقال أحمد الدبيسي (من سكان حي أبو مرخة-شمال المدينةالمنورة) إن الحي ينقصه عدد من الخدمات وأهمها السفلتة. ويضيف أن الاتربة والمطبات أثرت فينا وفي سياراتنا وحتى في الصحة العامة ويتساءل أين دور الامانة في هذا الخصوص.. ويؤكد «الجميع طالب كثيرا ولكن لا حياة لمن تنادي». أما سكان حي الميقات بالمدينةالمنورة فتتلخص معاناتهم مع أسراب البعوض التي تتسلل إلى مضاجعهم بسبب المستنقعات التي في أطراف حيهم وقالوا: أصبحنا لا نهنأ بالنوم بسبب البعوض الذي يتكاثر في تلك المستنقعات التي أثرت على البيئة والصحة. وأوضح سليم العوفي أن انتشار المياه الراكدة أثر على سكان الحي مطالبا الأمانة بالتدخل السريع فالوضع كما يقول لا يطاق. بينما يؤكد فرج الصاعدي أن سكان الحي تقدموا بأكثر من شكوى ولكن لا جدوى كما يقول. بينما يطالب عبدالله العوفي الأمانة برش هذه المستنقعات والبؤر بشكل يومي أو ردمها، مضيفا أنها تشكل خطرا كبيرا على الأطفال تحديدا والسكان عموما وكما هو معروف أن المستنقعات مجمع للحشرات الضارة. وتمنى العوفي أن يقوم مسؤولو الأمانة بزيارة الموقع ليعرفوا حجم الخطر وحجم معاناة سكان الحي. ويشتكي كل من سالم الحربي وأمين محمد صالح وعليان الحازمي وأسعد عبدالسلام من سكان حي الغربية من انتشار العمالة الوافدة غير النظامية. إذ يقول سالم الحربي أن انتشارهم أصبح واضحا للعيان ويطالب الجهات المسؤولة بتقفي أثرهم والقضاء عليهم لما يمثلون من خطر كبير. وقال إنه مع بداية كل يوم تنتشر هذه العمالة على طريق السلام المجاور للحي للبحث عن العمل أو التسكع في الطرقات وأكثرهم يعمل في أي مهنة والاقبال عليهم كبير بسبب رخص أسعارهم. ويقول فيصل أمين إن هؤلاء العمال يشكلون خطرا كبيرا على السكان ولا بد وضع حد لهم. ويتأسف عليان الحازمي على أن بعض المواطنين يؤجرون مساكنهم لهذه العمالة التي معظمها متخلف أو هارب من كفيله. ويقول منير عبدالشكور إن هذه العمالة ايضا تتجمع في المساء ويشكلون بؤرا للخطر والإجرام. بينما ينقلنا المواطن خالد العمري لقضية أخرى وهي انتشار العشوائيات في عدد من أحياء المدينةالمنورة وقال إن الاحياء العشوائية المنتشرة في المدينةالمنورة أو في جزء من بعض أحيائها تمثل خطرا كبيرا على السكان وبالتالي لا بد أن نعي حجم هذه المشكلة من خلال الجهات المعنية فهي بؤرة للإجرام والتجاوزات الامنية فهي وجهة للمتخلفين والمشبوهين بالإضافة الى أنها تمثل واجهة غير حضارية لشكل المدينةالمنورة العام. ويقول سعد العمري: انتشرت العشوائيات بسبب أن أهالي الاحياء الاصليين انتقلوا الى الأحياء الحديثة وبالتالي أصبحت وجهة للعمالة المتخلفة والمخالفة وبعض الأشخاص المشبوهين الذين يريدون أن يبتعدوا عن أنظار الجهات الأمنية من خلال السكن بها. وبين أن العشوائيات الآن في المدينةالمنورة تقدر بأكثر من 30% مطالبا هيئة تطوير المدينةالمنورة بأن تقضي على هذه العشوائيات التي يقول إنها تشوه المنظر العام بالاضافة الى أنها تساعد على أن تكون بؤرا للجريمة. وكانت هيئة تطوير المدينةالمنورة أعلنت عن إعادة تأهيل المناطق العشوائية من خلال عدد من الخطط، أولاها الإزالة الكاملة للعشوائيات وإعادة تخطيطها على نسق حديث وفتح الشوارع اللازمة، كما أن هناك عمليات تطوير ذاتي للعشوائيات دون الإزالة لكامل العقارات، حيث سيتم التطوير وفق آلية ومراحل حسب أهمية الموقع والظروف المحيطة به، من خلال دراسة جار إعدادها من قبل مكتب استشاري متخصص تعاقدت معه الهيئة. وفي موازاة ذلك، أوضح رئيس المجلس البلدي لمنطقة المدينةالمنورة الدكتور صلاح الردادي أن أمانة المدينةالمنورة وضعت دراسة لتحسين وتطوير الأحياء العشوائية، مشيرا إلى أن الأمانة تعاقدت مع شركة لدراسة تطوير الأحياء وبين أن المجلس البلدي أعد دراسة لتطوير الأحياء العشوائية رفعت للأمانة. وأكد الدكتور الردادي على ضرورة إنهاء سفلتة الأحياء العشوائية في المنطقة وأنه سبق للمجلس أن خاطب الأمانة لإنهاء مشروع السفلتة خلال 12 شهرا في العام الماضي، مضيفا أن المجلس البلدي له جهود كبيرة في هذا الجانب بالتعاون مع أمانة المدينةالمنورة. من جانبه، أوضح وكيل الأمين المساعد للخدمات في أمانة المدينةالمنورة المهندس يحيى سيف أن الأمانة وجهت فرقا ميدانية لمكافحة البعوض والحشرات في مواقع وبؤر المستنقعات، مضيفا أن نشر الفرق الميدانية مستمر للقضاء على البعوض أن الأمانة لديها برنامج وخطة لقضاء على بؤر المستنقعات وما تخلفه من مناظر غير حضارية وضارة بالبيئة. ضبط المتخلفين الناطق الاعلامي في جوازات المدينةالمنورة المقدم هشام الردادي أوضح أن جوازات المدينةالمنورة لها جهود كبيرة في القاء القبض على المتخلفين والهاربين من كفلائهم والمخالفين لأنظمة العمل والإقامة، مضيفا أن تعاون المواطنين في هذا الشأن أمر ضروري وكبير ولا بد أن يتعاون الجميع في ذلك.