جازف الشاب مسلط بطيان الشمري بحياته، وأنقذ الطفلة «فجر» ذات العامين من خزان أرضي سقطت فيه على الرغم من عدم إجادته للسباحة وخطورة الوضع. وأوضح الشمري من أهالي قرية ابن شريم التابعة لرفحاء أنه أثناء جلوسه مع والدته بفناء منزله، فوجئ بصراخ غريب من منزل الجيران فهب من مكانه لاستطلاع الأمر، فوجد نسوة يستنجدن لإنقاذ الطفلة «فجر» ذات العامين بعد سقوطها في الخزان الأرضي المكشوف في المنزل، فما كان من الشمري إلا أن هب للنجدة، ولم ير أي أثر للصغيرة بعد أن جرفتها المياه داخل الخزان. وقال الشمري: «أردت رؤية الطفلة لأمسك بها وأخرجها، إلا أني لم أستطع، ما جعلني بين اختيارين، إما أن أنسحب وتهلك الطفلة، أو أجازف بحياتي وأقتحم الخزان الأرضي وأبحث عنها وسط المياه وأنا لا أعرف السباحة»، مشيرا إلى أنه قرر لحظتها أن حياة الطفلة «فجر» هي الأهم. وأفاد بأنه كتم أنفاسه وتوكل على الله وقفز في المياه، وبحث في أطراف الخزان المظلم عن الطفلة حتى لامست يد جسد الطفلة والتي كانت محاصرة في إحدى الزوايا وسحبها واتجه نحو الضوء، مبينا أنه أخرجها من الخزان جثة هامدة وهرع بها إلى خارج المنزل وسط صراخ النساء، ليلتقي بوالد الصغيرة على البوابة، ويتجها إلى أحد المراكز الصحية في رفحاء على بعد 50 كيلومترا من القرية. وأشار إلى أنه خطرت له فكرة إخضاع الصغيرة للإسعافات الأولية التي تعلمها في إحدى الدورات، مبينا أنه نفخ في فم الصغيرة وضغط على صدرها أثناء توجههم إلى رفحاء، وكرر هذا مرارا حتى استجابت الصغيرة وأخذت في السعال. وأضاف: «ثم ألقيت الصغيرة على بطنها وما هي إلا لحظات حتى فتحت عينيها وأخذت تبكي وسط فرحتنا، ومكثت في قسم العناية المركزة في مستشفى رفحاء لمدة يومين»، مؤكدا أنها تتمتع حاليا بصحة جيدة، وغادرت السرير الأبيض لتزاول حياتها بصورة طبيعية. بينما، قدم ذوو الطفلة شكرهم الجزيل للشاب مسلط الشمري على موقفه النبيل والشجاع، مؤكدين أنه قدم لهم موقفا جميلا لن ينسوه ما داموا على قيد الحياة.