وجه المقام السامي بعلاج الطفلة راما عبدالله المحيميد خارج المملكة من الأضرار التي لحقت بها نتيجة حقنها بالكيماوي، إثر خطأ في العينات في مختبر مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة. وتوعد أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمس، لدى استقباله في مكتبه الطفلة راما بحضور والدها وعدد من المسؤولين في الشؤون الصحية في المنطقة، بمحاسبة من يتهاون في صحة المرضى، مؤكدا رفضه أن يتحولوا إلى تجارب طبية. وطلب سموه على طاولة النقاش من الدكتور عبدالله الصيقل مدير الشؤون الصحية بالنيابة بالقصيم والدكتور الأمين صباحي المدير الطبي والاستشاري في مستشفى الولادة والأطفال في بريدة ونائب مدير مركز الامير فيصل بن بندر للأورام، إفادة حول ما حدث لراما أمام الجميع في مجلسه، مؤكدا أن الخطأ الطبي الذي تعرضت له الصغيرة راما لن يمر دون مساءلة ومحاسبة، وإنزال الجزاء النظامي في من يثبت تقصيره. بدوره، أوضح الدكتور صباحي أن ملف راما حول لمستشفى الولادة من تخصصي بريدة، وكانت تعاني من تضخم في الغدد اللمفاوية، وكانت حالتها صعبة بسبب ارتفاع درجة الحرارة والنزيف وجرى تنويمها. وبين أنه جرى استدعاء طبيب أمراض الدم والسرطان وإكمال التحاليل، وأخذت عينة منها وأرسلت لمستشفى الملك فهد التخصصي، موضحا أن الاطباء اتصلوا بالاستشارية المختصة بعلم الانسجة التي تصدر التقرير النهائي وأبلغتهم أن راما لديها سرطان. وأفاد صباحي أن مدير مركز الاورام والأطباء سألوا الطبيبة وطلبوا التقرير النهائي، ملمحا إلى أنهم بعد أن زودوها بالاسم والرقم أكدت لهم إصابتها واعتذرت عن تزويدهم بتقرير مكتوب لعدم وجود موظف طباعة ومع النزيف والحرارة وفي ضوء تأكيد الاستشارية تم اعطاء راما الجرعة. وأشار إلى أنه بعد ذلك تمت معرفة الخطأ والاتصال بالأب وأكد الاستشاري أن الكمية لم تكن قوية وأنها تستخدم في علاجات اخرى. هنا قاطع أمير منطقة القصيم الاستشاري متسائلا بالقول «كيف حدث الخطأ؟ فصل.. وهل يوجد فعلا مريض آخر؟». وأجاب الاستشاري «نعم يوجد مريض شاب اسمه رامي (15 عاما) وهو مصاب، والطبيبة زودت المستشفى بنتيجة رامي على أساس أنه تحليل راما ورغم مراجعتها عدة مرات لعدم كتابة تقرير اصرت على النتيجة». فرد الأمير فيصل بن بندر بغضب «لماذا أصرت على أن تمنحكم اسم رامي، هذه اشياء خطيرة ولا يجوز أن يحدث مثل هذا الخطأ لأن هذه البنت وأخواتها من ابناء الوطن يهموننا ولا يجوز أن يحدث إهمال بهذا القدر»، مشددا على ضرورة القضاء على الاخطاء الطبيبة. وسأل سموه مدير صحة القصيم بالنيابة بالقول «هل انتهى التحقيق؟ أريد عاجلا نسخة منه وقرار الادانة وإذا وجد مخطئون غير سعوديين يجب منعهم من السفر حتى ينتهي الاجراء الرسمي فمرضانا ليسوا للتجارب». ورد الدكتور الصيقل قائلا «وضعنا لجنة ابتدائية انتهت أعمالها وتحيل نتائج التحقيق إلى الهيئة الشرعية»، مبينا أن الدكتورة التي تسببت بالخطأ سافرت بعد أن احضرت كفيلا غارما بحكم من لجنة المخالفات. وأضاف أمير القصيم «لن تمر هذه الحالة بسلام لأن هذه الطفلة البريئة لا تستحق ما حدث وحرام عليكم ما تعرضت له وأريد كل التفاصيل عن القضية عاجلا». وأجاب الدكتور الصيقل أن وكيل وزارة الصحة ابلغه صباح الاحد أن المقام السامي وجه بعلاج راما في أي مكان بالعالم على حسابه وعند رغبة أسرتها. وتابع الأمير فيصل بن بندر «نعم هذا هو المعروف عن ولاة الأمر حرصهم ومتابعتهم لأحوال المواطنين». بدوره، أعرب عبدالله المحيميد والد راما عن سعادته باهتمام وتفاعل أمير القصيم مع قصة ابنته، مشيرا إلى أنهم يراجعون حاليا مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وينتظرون التقرير النهائي الذي في ضوئه سيتحدد ما هو الاجراء المقبل. وبين أن راما ما زالت تعاني نفسيا ولديها مشكلة تشنج في اليد اليمنى وتحتاج الى علاج طبيعي بعد العملية والقسطرة التي تعرضت لها، مثنيا على التعامل الذي وجده من مدير مركز الامير فيصل بن بندر للأورام بالقصيم. وقال: كانت الشفافية اولى حالات علاج الخطأ الذي كان من خارج المركز. إلى ذلك، حرص أمير القصيم بعد أن انتهت طاولة النقاش على مداعبة راما وانتزع منها ابتسامة خاصة وقال لها «إن شاء الله نطمئن على صحتك وتتعلمين وتتزوجين ونحضر زواجك»، وكانت الصغيرة تنظر لسموه بعينين متعبتين لم تمنعهما من الابتسامة.