العربات المتنقلة التي تجوب الشوارع وتبيع الكبدة والسجق أصبحت من المظاهر الرمضانية المألوفة في الأحساء، وهناك من ينصب البسطات لبيع البليلة والباقلا والذرة والترمس. وتحقق هذه الأعمال دخلا جيدا لأصحابها، كما أنها ساهمت في كسر الخجل والعيب لدى الكثير من الشبان. ويعمل إبراهيم القراش أكثر من عشر ساعات متواصلة على عربة بيع الكبدة والسندويشات، ويؤكد أن عمله هذا يدر عليه دخلا جيدا، «كما أنه يدخل الفرحة على قلوبنا بتجمع الأصدقاء واستعادة ذكريات الأيام الجميلة التي بدأت تندثر شيئا فشيئا». ويقول أحد باعة البليلة والباقلا المشهورين في الأحساء، إنه اشترى سيارة فارهة من ريع هذا النشاط، كما تحسنت أحواله المادية، وفي الوقت نفسه فإن عمله هذا محبب لدى الناس في رمضان بالذات، ويحظى بإقبال كبير من الرجال والنساء والأطفال على حد سواء، ولا يكاد يخلو شارع من شوارع الأحياء وأزقتها وميادينها وحدائقها وأرصفتها من باعة البليلة والباقلا والذرة والسجق والكبدة، حيث تخلو المعدة من طعام الإفطار من بعد صلاة التراويح. ويستخدم هؤلاء الباعة براعتهم لجذب الزبائن، فيما يبيعونه وذلك بإضافة النكهات من شطة وفلفل وخل أو ليمون وسلطة وملح وزبدة وخلافه، خصوصا أن هذه الوجبات يتم تناولها أثناء السير أو في السيارة أو عند الجلوس في الحدائق والاستراحات والمزارع وأماكن التجمعات البشرية. يذكر أنه مع انتهاء شهر رمضان وحلول الفطر، يتقلص عدد الباعة إلى ما يزيد على النصف بسبب تراجع الإقبال على هذه النوعية من الأطعمة، ويكون عدد الباعة في القرى أكثر مما هو في المدن، بسبب احتفاظ القرية بالبساطة والطابع الشعبي أكثر من المدينة التي تطغى عليها مظاهر التمدن التي طغت على الكثير من العادات القديمة والأصيلة.