لم تكن دول الخليج العربي الست في يوم من الأيام بعيدة عن الحياة المصرية.. دولا.. وشعوبا.. وثقافة.. وكذلك سيظل الحال رغم كل المحاولات اليائسة للتشويش على هذه العلاقة بين الطرفين في بعض الأحيان.. نقول اليائسة.. لأن علاقات مصر ودول وشعوب الخليج أقوى ألف مرة من كل محاولات التسميم لها، والصيد في مياهها التي يسعى هذا البعض إلى تعكيرها.. أو يحاول التأثير فيها وعليها.. لأن الطرفين مكملان لبعضهما البعض.. ولأن أي من الطرفين لا يمكن تجزئته.. ولأن البعدين القومي والثقافي يمنعان التأثير في مكون هذه العلاقة بكل تشابكاتها.. نقول هذا الكلام في يوم صعب.. تمر به مصر العزيزة علينا جميعا، لنؤكد معه أن الخليج بكل من فيه وما فيه مع مصر البلد.. ومصر الشعب.. ومصر التاريخ.. ومصر الثقافة.. ومصر الكيان.. جاء من جاء.. وذهب من ذهب.. ولذلك فإن مصر التي نتمنى ونرجو ونتطلع هي مصر الآمنة.. ومصر المستقرة.. ومصر المتآلفة.. بعيدا عن التقسيمات.. والتصنيفات.. وكذلك بعيدا عن كل المحاولات التي تبذلها بعض الأطراف الإقليمية لإدخالها في متاهات لانهاية لها.. وتأزيم علاقتها بأخوتها.. جنبا إلى جنب سعيهم إلى تفجير أوضاعها الداخلية لسبب وحيد ندركه جميعا هو إضعاف مصر.. حتى لا تستمر كقوة حقيقية، وواجهة عربية كبيرة يحترمها الجميع، ويحسبون لها ألف حساب.. ولكن في ظل استمرار حالة الأمان.. والاستقرار.. والسلامة التي اعتادت عليها.. واعتدنا على الحياة معها وبها وتشاطر اللقمة معها.. وتقاسم الهموم أيضا.