**أرجو أن أكون مخطئاً في إحساسي هذا.. ** هذا الإحساس «الغامض» يقول إن هناك جهات أو أطرافا تسعى إلى «التشويش» على العلاقات السعودية - المصرية.. الأخوية المتميزة. ** وأن هذا «التشويش» قد تجاوز حدود التسريبات الإعلامية المغرضة إلى التأثير على الشارع المصري وحقنه بقناعات أقل ما يمكن ان توصف به أنها «مسمومة» بهدف تعكير علاقات البلدين. ** ولا شك أن التعريض بعلاقات البلدين المثالية هذه ليس له إلاّ هدف واحد هو.. تدمير أواصر أكبر قوتين عربيتين صمدتا طويلاً أمام الكثير من الأخطار والتحديات ومحاولات الفصل بينهما.. وفصم عرى صداقتهما وأخوّتهما المتينة. ** فقد روجت بعض الأوساط المتضررة من الانسجام التام بين البلدين.. وعلى كل المستويات.. روجت لمقولة فاسدة مفادها.. أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى تجنب تعريض الرئيس المصري السابق حسني مبارك للمحاكمة.. وأنها تسعى إلى استضافته على أراضيها. ** وقد ذهب هؤلاء «الحاقدون» إلى حد القول «إن السعودية تقف بوجه الثورة وضد القوانين المصرية» تصوروا (!). ** فعل هذا أولئك «المشوشون» «والمغرضون »لأنهم يخلطون بين تمثل المملكة العربية السعودية قيماً أخلاقية وإنسانية أصيلة، وسعيها الدائم إلى «التهدئة» وتجنيب الدول والشعوب مغبة الصراع.. وأهوال الحروب، وتبين نواياهم المريضة لفك الارتباط بين البلدين ما وسعهم الجهد إلى ذلك.. لأنهم يدركون ان استمرار العلاقات المثالية بين البلدين معناه استمرار تماسك هذه الأمة وبالتالي صعوبة إسقاطها.. وإعادة إحكام السيطرة على دولها وشعوبها من جديد. ** وبالرغم من ان هذه الخطط والتحسبات ذات أبعاد خارجية عدوانية إلاّ ان المؤسف في الأمر هو أنها تجد من يتبناها.. ويعمل على نشرها.. لا على إيقاف تناميها ولاسيما في المرحلة القادمة التي تتجه إليها مصر العربية بكل قوة وتجد شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية واقفة إلى جوارها بكل تصميم حتى لا تعطي الآخرين فرصة للانقضاض عليهما وتفكيك أواصرهما الوثيقة. ** والحقيقة أن المملكة العربية السعودية التي تعرف قيمة مواقف مصر إلى جانبها في مختلف الظروف.. سعت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة في الشارع المصري إلى الاطمئنان على سلامة الشعب المصري، وتأمين سلامته وتجنيبه الفتنة في البلاد.. وقد بذلت قصارى الجهد بأن تتجه الأمور وجهة طبيعية حفاظاً على البلاد والعباد. ** ليس هذا فحسب بل إنها كانت أول من بادر إلى التواصل مع المجلس العسكري المصري.. ووقفت إلى جانب مصر البلد.. ومصر الشعب ومصر المستقبل بكل صدق وأخوة، وأبدت استعدادها لتقديم كل العون لأبناء الشعب المصري للحفاظ على وحدته وسلامة بلاده.. وتميكنه من تحقيق الأهداف التي يتطلع إلى تحقيقها. ** فعلت هذا المملكة - كما قلت لكم - لأنها تحتفظ لمصر ولشعب مصر بوقفتهم الكريمة إلى جانبها في أزمة الكويت في وقت تخلى الكثيرون في المنطقة وخارجها عن الخليج وأبناء الخليج حين وضعوا أيديهم في يد «صدام حسين» وكادوا يقودون المنطقة إلى مصير مظلم. ** وبالتأكيد فإن بلدا صاحب قيم كالمملكة العربية السعودية لابد وان يكون في مقدمة من يقف إلى جانب بلد وشعب يمثلان عصب هذه الأمة ومصدر قوتها. ** ونحمد الله سبحانه وتعالى أن في مصر رجالاً شرفاء وعقلاء وأمينين على مصالح مصر ومستقبل شعب مصر.. ويدركون حقيقة مواقف هذه البلاد.. ويقدرون أهمية الاحتفاظ بعلاقات البلدين في القمة لما فيه الخير والصلاح لهذه الأمة. ** وعندما يزور المملكة رئيس وزراء مصر الدكتور عصام شرف بعد أيام فإنه يؤكد بذلك أيضاً هذه الحقيقة.. ويؤكد معها تصميم البلدين على ان تظل المملكة ومصر في طليعة العمل العربي ومصدر القوة والتماسك لعناصر هذه الأمة.. مهما روّج الحاقدون ومهما فعلوا.. ومهما سعوا إلى التشويش علينا كبلدين وشعبين يربطهما مصير مشترك واحد.. وغير قابل للاختراق. *** ضمير مستتر **(منتهى الاستخفاف بعقول الشعوب.. أن تصرف نظرها عن أعدائها الحقيقيين بافتعال خصومات لا وجود لها).