رغم الصعوبات التي واجهتها في بداياتها، ورغم الانتقادات الشديدة التي كانت توجه إليها من المجتمع المحلي لممارستها رياضة عنيفة لا تليق بالفتاة ونعومتها، نجحت ليلى الحكمي بفضل إصرارها ومواظبتها على ممارسة هوايتها، في أن تكون أول فتاة سعودية تحترف لعبة الكاراتيه وأول فتاة سعودية تحصل على الحزام الأسود، وعلى الدان الثانية بعد اجتياز اختبار اللعبة في السفارة الفلبينية. تقول ليلى إنها تفرغت للاحتراف في اللعبة بعدما قررت عدم إهمال دراستها الجامعية، وجعلت تركيز وقتها وجهدها لتتعلم هذه اللعبة إلى أن أصبحت مدربة معتمدة دوليا في المدارس الخاصة والنوادي الرياضية. وتشير إلى أنها استفادت من ممارسة هذه الرياضة في المحافظة على رشاقة وقوام جسمها وزيادة ثقتها في نفسها. وتضيف «لم التفت أبدا إلى الانتقادات التي اعترضتني أثناء تعلمي اللعبة، بفضل احتواء وتشجيع أمي وأخي ودعمهما، الأمر الذي زاد من حماسي لاجتياز الصعوبات والانتقادات التي وجهت لي كعدم تقبل المجتمع لممارسة المرأة للعبة الكاراتيه». وعن بدايتها تقول «كانت بدايتي منذ أن كان عمري 7 أعوام مع أخي الأكبر الذي دعمني وشجعني مع والدتي التي ساعدتني أيضا للانضمام إلى ناد خاص في مكةالمكرمة، تعلمت فيه أساسيات لعبة الكاراتيه وواضبط على التدريب والتعلم لمدة سنتين كاملتين حتى حصلت على الحزام الأسود بعدما اجتزت عدة بطولات في الفنون القتالية، ولم أتوقف عند ذلك بل استمررت في مسيرة عشقي لهذه اللعبة وانتقلت إلى مدرسة أجنبية في جدة لتعلم مهارات احترافية متقدمة في الكاراتيه لدى مدربة خاصة، واستمررت معها لمدة 4 أعوام خضت خلالها عدة بطولات ومن ثم حصلت على الدان الثانية من السفارة الفلبينية، وما زلت مستمرة في التعلم إلى ما لا نهاية لأن اللعبة أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتي». وتضيف أنها اكتسبت خبرات جديدة ومهمة بفضل التحاقها كمساعدة مدربة في المدارس الأجنبية الخاصة وأيضا كمدربة كاراتيه في عدة نواد رياضية والتحقت بمدارس أهلية في جدة حيث دربت الطالبات على مهارات لعبة الكاراتيه، مشيرة إلى أن المعلمات في هذه المدارس أبدين ملاحظات إيجابية حو تأثير الكاراتيه في تغيير تركيز الطالبات أثناء الدرس إلى الأفضل وسرعة بديهتهن، «وهذا بالطبع أسعدني»، إضافة إلى تشجيع أمهات الطالبات لبناتهن على تعلم اللعبة والمهارات القتالية. وحول هدفها تقول «الآن أصبح همي الدائم نشر ثقافة لعبة الكاراتيه لما لها من أهمية كبرى للنساء خصوصا لجهة الاستفادة من هذه اللعبة في الدفاع عن النفس والمحافظة على لياقة ومرونة الجسم إضافة إلى زيادة المهارات العقلية كالتركيز وعدم تشتت الذهن وسرعة البديهة والانتباه». وتمنت أن يكون هناك دعم لكل لاعبات الكاراتيه والألعاب القتالية من خلال توفير نواد رياضية في مكةالمكرمة تضم صالات خاصة باللعبة، مشيرة إلى أنها عند انضمامها الى أحد النوادي الرياضية كمدربة لم تجد اهتماما خاصا باللعبة حيث كان هناك دمج في صالات الرياضية للكاراتيه مع الألعاب الأخرى، موضحة أنها سعت إلى إصلاح هذا الأمر، إلا ان هذا الجهد لم يجد مع إدارة النادي، كما تمنت أن يتحقق حلمها بإنشاء أول اتحاد نسائي للعبة الكاراتيه. رياضة عنيفة تقول ليلى إنها لم تتوقع أن تلقى هذه الرياضة كل هذا الإقبال من فتيات مكةالمكرمة، وخصوصا من قبل بعض الأسر التي تصنف الكاراتيه من الرياضات العنيفة والتي لا تليق بالفتاة ونعومتها، لافتة إلى أنها تكون في قمة سعادتها عندما ترتدي الحزام الأسود وتصول وتجول مع زميلاتها في منافسات تبني الجسم وتنمي العقل وتقوي الشخصية.