شهد المسجد الحرام أمس الجمعة كثافة بشرية كبيرة من المعتمرين والمصلين، الذين توافدوا منذ الساعات الأولى. وساهم في زيادة الكثافة البشرية مقارنة مع الأيام العادية، إجازة الصيف للمدارس وتوافد عدد من الزوار من عدد من المناطق والمحافظات لقضاء إجازتهم بجوار البيت العتيق، فيما تم تخصيص ثمانية مسارات لوصول المعتمرين والمصلين إلى المطاف. يشار إلى أنه رغم حرارة الطقس العالية إلا أن أروقة وساحات وأسطح المسجد الحرام احتشدت بالمصلين والمعتمرين، وقد حرص المصلون على القدوم باكرا منذ الساعات الأولى ليوم الجمعة لنيل أفضلية التبكير وساهم التكييف الذي ينساب داخل الحرم وعند بواباته الرئيسة ومراوح الرذاذ المنصوبة في الساحات الخارجية والتي بلغ عددها 250 مروحة ساعدت على التمتع بجو معتدل لم يشعر معه المصلون بحرارة الطقس الخارجية ولم تؤثر الأعمال الإنشائية والمعدات التي لا تهدأ في باحات المسجد الحرام والمطاف على أداء المصلين والمعتمرين والزوار وأداء صلاة الجمعة في أجواء إيمانية مفعمة بالروحانية في ساحات المسجد الحرام. وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس إن الرئاسة نفذت خطة شاملة من الاستعدادات الخدمية المبكرة على مدار الساعة لاستقبال أعداد المعتمرين والزائرين المتزايدة خلال إجازة الصيف وكذلك خلال شهر رمضان، حيث بدأت الخطة من يوم الاثنين الماضي في تقديم أرقى الخدمات للحرمين الشريفين وقاصديهما، وأكد على أن منظومة الخدمات تشمل الاستفادة الأولية من مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لتوسعة الساحات الشمالية، حيث سيهيأ كامل الدور الأرضي وميزاني الدور الأرضي ونسبة ما يقارب 70 في المائة من الدور الأول وميزانين الدور الأول بالإضافة إلى جزء يسير من الدور الثاني والميزانين التابعين له، حيث تقدر نسبته بحوالي 20 في المائة، كما سيتم استخدام مساحات كبيرة من الساحات الداخلية والخارجية والتي سوف تتسع لما يقارب خمسمائة وأربعين ألف مصل كعدد إجمالي لهذه التوسعة، وأشار إلى أنه لا زال العمل جاريا بأعمال التشطيبات لمبنى التوسعة وأعمال الإنشاءات للجسور المعلقة الدائمة والمؤقتة بالإضافة إلى المصاطب والتي روعيت فيها جميع الاعتبارات التصميمية الوظيفية والجمالية والتي تتلاءم مع الطراز المعماري المميز للحرم المكي الشريف، كما روعيت أيضا في هذا المشروع جميع معايير السلامة المتعارف عليها عالميا ابتداء من وسائل السلامة الخاصة بالحريق وانتهاء بأجهزة الرصد الخاصة بقياس قوة ومتانة المنشآت. وقال: هناك أكثر من ثمانية آلاف من الموظفين والمرشدات الرسميين والموسميين والعمالة المكلفة بالنظافة والسقيا والصيانة والتشغيل والذين يعملون على تنفيذ الخطة وقد هيئت جميع الخدمات ليتمكن المعتمرون من أداء نسكهم بيسر وسهولة. من جهته، أوضح قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف اللواء يحيى مساعد الزهراني أنه رغم ما لوحظ خلال الأيام الماضية من كثافة بشرية عالية، إلا أن الاحتياطات اللازمة التي اتخذت ساهمت في توفير أقصى درجات الراحة للمعتمرين والمصلين، حيث تعاونت قوات الطوارئ وقوات أمن الحج والعمرة مع قوة أمن الحرم المكي الشريف لتسهيل حركتهم، وقال: عادة ما نلاحظ مثل هذه الكثافة في الإجازات وإجازة نهاية الأسبوع. وقال: الكثافة البشرية التي شهدها الحرم أمس وكذلك الإنشاءات والأعمال التي يشهدها المسجد الحرام لم تؤثر في هدوء وسلامة المعتمرين والمصلين، حيث أدوا صلاة الجمعة في هدوء وانسيابية كالمعتاد. وأوضح أنه تمت عملية فرز المصلين قبل الصلاة بما يقارب الساعة وإبعادهم عن صحن المطاف وإتاحة الفرصة أمام المعتمرين حتى يتم تخفيف الزحام، بينما تم تحويل المصلين إلى الدور الأول والثاني والأروقة والطوابق العلوية والأسطح. إضافة إلى تخصيص ثمانية مسارات للدخول إلى صحن المطاف ومن ثم العودة منه مرة أخرى لتسهيل الحركة الانسيابية للمصلين.