السياح والمقيمون السعوديون في مصر قلقون، وتزداد وتيرة القلق اليوم تحديدا، عشية التظاهرات التي دعت إليها قوى المعارضة، والتي تنطلق غدا في أكثر من محافظة وموقع .. بعض المواطنين حزم حقائبه للسفر، وبعضهم مضطر للبقاء لعوامل الإقامة والارتباطات العملية وأكدوا ل«عكاظ» التزامهم بتعليمات السفارة، الداعية لأخذ الحيطة والحذر، وتجنب الميادين والشوارع التي تمت الدعوة للتظاهر فيها، سواء في القاهرة أو باقي المحافظات والمدن. المستشارة الدبلوماسية السعودية في منظمة العمل العربية التابعة لجامعة الدول العربية إلهام غسال تقول: رغم أننا اعتدنا الحياة في القاهرة بكل صخبها، إلا أن القلق يتصاعد هذه المرة خصوصا وأنني أعيش في منطقة محاطة بميادين الثورة، كاشفة عن قرار أمانة الجامعة العربية بمنح إجازة للموظفين حتى يوم الاثنين المقبل، وأكدت: إذا حدث تصعيد في الموقف سوف أطلب تمديد الإجازة، وإن استمرت القلاقل فلا بد من العودة إلى المملكة. وفيما شهدت غرف العمليات والطوارئ في سفارة المملكة في القاهرة والقنصليتين في الاسكندرية والسويس اتصالات كثيفة من المواطنين، للاستفسار حول الوضع القائم، وطلب النصيحة تجاه السفر إلى مصر من عدمه، أكد المواطن سعود عائض الحربي، وهو مرافق لابنته طالبة كلية الطب، أنه مدرك لما يجري على الساحة، ولن يفكر في الذهاب لمناطق التجمعات، وقال: لم يسبق لي الذهاب إلى الميادين والشوارع التي تشهد تظاهرات أو مليونيات حفاظا على سلامتي. موضحا على حد قوله أن مصر آمنة، وزيارتها متاحة شريطة الابتعاد عن التجمعات، ولافتا إلى ما يكنه المجتمع المصري تجاه السعوديين من محبة واحترام، تبعث إلى الطمأنينة والشعور بالأمن. وفي مشهد آخر، لجأ الطالب عبدالرحمن العتيبي وزملاؤه إلى شراء احتياجات المعيشة من المواد الغذائية وعبوات المياه، تجنبا للخروج من المنزل يوم غد، وقال: اتفقنا جميعا بالتزام البقاء في السكن، وعدم التفكير في الخروج، رغم أننا نعيش في الجيزة، والتي هي بعيدة نسبيا عن مناطق التجمعات. وفي هذا الاتجاه، يؤيد طالب الماجستير فهد الغانمي ما طرحه العتيبي، وأضاف أن الطلاب السعوديين يتمتعون بالمسؤولية العالية، ولا يمكن أن يخاطروا بأنفسهم والذهاب إلى مناطق التظاهرات، فهم أدركوا دلالات بيان سفارة المملكة في القاهرة، وأنه لم يصدر من فراغ، بجانب حرص المواطنين على التقيد والأخذ بالتعليمات الواردة في البيان محمل الجد.