اختتمت أمس، في لندن، جلسات عمل الاجتماع ال 13 للمسلمين خارج العالم الإسلامي، والذي نظمه المجلس الأعلى للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، والاجتماع ال 10 لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أوروبا الذي انطلق أمس الأول في المركز الثقافي في لندن. وهدف الاجتماعان وجلسات العمل المصاحبة والمستمرة إلى دراسة كيفية تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وخطتها التنفيذية في أوروبا، وتقديم دراسة حول العلم والإيمان لتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات. إلى ذلك، قال الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، في كلمته: «إن المركز ليس له أي علاقة بالسياسة، ولذلك نرجو ألا يكون أداة في يد أية جهة كانت سواء المؤسسين أو غيرهم»، مبينا أن المركز سيكون إن شاء الله حصنا للتعايش وتعزيز المشتركات، كما أراد له المؤسسون وصاحب المبادرة خادم الحرمين الشريفين. وأوضح ابن معمر أن «مركز الملك عبدالله للحوار العالمي ليس مقرا للحوار حول الدين، إنما حوار حول المشتركات الإنسانية والتفاهم الحضاري والتعاون على الخير، مشيرا إلى أن المركز بدأ ب 25 موظفا وموظفة دوليين، وجميع أعضائه لهم الحصانة الدبلوماسية والدولية، ويوجد له تعاون مع الأممالمتحدة بشكل قوي ومع المؤسسات العالمية». وأشار ابن معمر إلى أن المبادرة وجميع مراحلها خطوة تاريخية لقيادة حركة التعايش والاحترام وترسيخ الاعتدال، في وقت تمتلئ أجواؤنا بدعوات الكراهية والصدام، وإن تبني خادم الحرمين الشريفين باسم المملكة محضن الحرمين الشريفين، وباسم كل المسلمين في كل مكان لهذه المبادرة الإسلامية، يأتي إيمانا بالأخوة الإنسانية وأهمية التعايش، وترسيخا لخدمة الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، ما جعل منه القائد الأنسب للقيام بذلك وتوظيف السياسة في خدمة الدين، مؤكدا أن ما يحدث الآن من صراع لا يجب أن يمثل واقعا، بل هو حالة، وأن الصورة التي عليها التطرف من قبل أتباع كل دين ليست نابعة من الأديان. وثيقة أساسية ورأى ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» الدكتور عبدالإله عرفة أن المنظمة ارتأت أن تنظم عقد الاجتماعين؛ من أجل مناقشة الوثيقة الأساسية حول مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في إطار الاحتفال باختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م من قبل منظمة الإيسيسكو، والتي ستتوج بعقد المؤتمر الثامن لوزراء الثقافة بداية العام المقبل. وقال عرفة: «المنظمة لها مشاريع متعددة، وهي تعتبر بيت الخبرة في مجالات اختصاصها، وتعتبر جهة الاتصال وكلفها مؤتمر القمة بهذه القضية وأعدت الكتاب الأبيض للحوار بين الثقافات سنة 2000م، وهناك برامج متعددة للحوار، لكن أظن أنه بدل التركيز على الجانب النظري يجب التركيز على الجوانب التطبيقية. وحول مذكرة التفاهم بين «إيسيسكو» والمركز الثقافي الإسلامي في لندن، أشار عرفة ل «عكاظ» إلى أن مدير المركز الدكتور أحمد الدبيان هو عضو في المجلس الأعلى للتربية والعلوم والثقافة للمسلمين خارج العالم الإسلامي، ويمثل المسلمين في هذه المنطقة، والمجلس الأعلى يضم كفاءات إسلامية من مراكز ثقافية في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي وأوروبا والجزر المحيطة في الجنوب الهندي، وهذا المجلس يسهر على تنسيق عمل المراكز الثقافية من خلال الوثائق التي تعدها المنظمة حتى يكون عمل هذه المراكز وفق خطة موحدة يشتغل عليها المسلمون خارج العالم الإسلامي. جزء من المجتمع من جانبه، أكد مدير المركز الثقافي الإسلامي الدكتور أحمد الدبيان أن الأقليات المسلمة في الغرب تحولت إلى أقليات ثابتة في مجتمعاتها، وأصبحت جزءا من المجتمع الذي تعيش فيه، مبينا أن الأجيال الثانية والثالثة والرابعة من أبناء الأقليات المسلمة تبوأوا مناصب كبيرة في حكومات بلادهم، وخصوصا بريطانيا، حيث أصبحوا في البرلمان وفي مؤسسات العموم البريطاني وفي مجلس اللوردات، ما يعني أنهم أصبحوا ضمن نسيج المجتمع الذي يعيشون فيه.وبين الدبيان أن المركز يحظى بدعم ثلاثة قطاعات في المجتمع البريطاني تتضمن الجالية المسلمة، والحكومة البريطانية التي قدمت الأرض المقام عليها المركز كمنحة، وسفارات الدول العربية والإسلامية في لندن، مؤكدا أن الجهد المشترك من هذه الجهات الثلاث يعزز من اهتمامات المركز بالحوار، مفيدا أن الحوار قضية ملحة في الوقت الذي يشهد فيه العالم تواصلا مكثفا عبر وسائل التواصل الحديثة. وأكد الدبيان أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أصبحت واقعا ملموسا، وتمثل مصدر دعم لجهود الجهات الأخرى التي تسعى إلى الحوار، ومن ضمنها المركز الثقافي الإسلامي في لندن. مرحلة إجرائية أما المدير الإقليمي لمكتب رابطة العالم الإسلامي في لندن الدكتور أحمد مخدوم، فأوضح أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان منذ انطلاقتها عام 2008م نقلتنا من مرحلة وضع السياسات والنقاط الرئيسية للحوار إلى مراحلة متقدمة إجرائية عملية لتوضيح رأي ديانة في مسائل مشتركة تهم الإنسانية والمجتمع الذي يعيش فيه المسلمون كل على حدة. وقال مخدوم معقبا: «نحتاج إلى أن تترجم الأهداف العليا والهامة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين إلى إجراءات واقعية يتلمس أثرها المسلمون في المجتمعات وليتذوقوا ثمارها البارزة العظيمة».