أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر، أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين أتباع الأديان والثقافات تهدف منذ انطلاقها لفتح آفاق واسعة لإنقاذ البشرية من ويلات الصدام والمواجهة التي سعى إليها بعض المتطرفين باستخدام شعارات دينية أو سياسية أو خلال المتاجرة بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. جاء ذلك خلال كلمته أمس أمام الاجتماع الثالث عشر للمجلس الأعلى للتربية والعلوم والثقافة للمسلمين خارج العالم الإسلامي، والاجتماع العاشر لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أوروبا، الذي نظمته منظمة الإيسيسكو بالعاصمة البريطانية واختتم أمس وخصص لدراسة سبل تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات خارج العالم الإسلامي، التي أصبحت تشكّل منطلقاً عالمياً لترسيخ التعايش بين الأفراد والمجتمعات والشعوب ومد جسور التفاهم والتعاون وتعزيز المشترك بين كل أتباع الأديان السماوية والفلسفات الوضعية من منظور الأخوة الإنسانية والاحترام المتبادل، انطلاقاً من قناعة راسخة بأهمية الحوار كمبدأ إنساني لتحقيق الأهداف المنشودة لمقاصد شرعت للإنسانية في التعايش والتفاهم والاحترام. وأشار إلى أن المبادرة منذ انطلاقها، خطت خطوة تاريخية لقيادة حركة التعايش وترسيخ الاعتدال في مواجهة دعاوى الكراهية والصراع بين البشر، عبر لغة إسلامية حضارية وتعميق المعرفة بالآخر وتأسيس علاقات بين أتباع الأديان والثقافات، والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري والاستثمار المشترك الإنساني لصالح الشعوب، والمناداة بجعل الحوار طريقاً لعلاقات إنسانية إيجابية بين كل دول العالم، ليس سعياً وراء المصالح والسياسات، بل استجابة لمقاصد وتعاليم الأديان، لا سيما الإسلام الحنيف، والالتقاء على مبادئ تصون الحريات، مؤكداً أن ما طرح من خلال المبادرة ينتصر للعقل على إثارة الحروب. واستعرض ابن معمّر مراحل تأسيس المركز كأول مؤسسة عالمية مستقلة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، حتى تدشينه في العاصمة النمساوية فيينا في 26 نوفمبر 2012م. وعرض خطة عمل المركز التي بدأ تنفيذها فور تدشينه رسمياً تحت مسمى المبادرات التي تقوم على انتخاب قضايا مشتركة بين أتباع الأديان والثقافات. وأوضح ابن معمر أن الاستراتيجية المستقبلية للمركز تتضمن ثلاثة محاور، يركز أولها على احترام الاختلاف من خلال الحوار عبر عدد من الآليات والأنشطة، منها تأسيس قاعدة بيانات شاملة للحوارات العالمية بين أتباع الأديان والثقافات وتأسيس قنوات إعلامية عالمية للحوار، في حين يهدف المحور الثاني لتأسيس قواسم مشتركة بين مختلف الجماعات عبر تشجيع وتطوير ثقافة حقوق الإنسان لمكافحة التطرف والعنصرية والتمييز واحترام الرموز الدينية والمقدسات، كما تهدف الاستراتيجية في محورها الثالث لتحقيق المشاركة الدينية والحضارية والمدنية بين القيادات الدينية والسياسية، سعياً إلى أن يصبح المركز نقطة التقاء وهمزة وصل حاضنة لجميع المؤسسات التي تؤمن بالحوار والتعاون بين كل أتباع الأديان والثقافات. الحجيلان يلقي كلمة المملكة لندن: الوطن ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، الدكتور ناصر الحجيلان، كلمة المملكة في الاجتماع الثالث عشر للمجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم للمسلمين خارج العالم الإسلامي، والاجتماع العاشر لرؤساء المراكز الثقافية الإسلامية في أوروبا، ركز فيها على جهود المملكة في دعم قضايا المسلمين وتبني مشكلاتهم، ولا سيما خارج دول العالم الإسلامي، وبناء المراكز الإسلامية والمساجد في عدد من دول العالم في مختلف القارات، ودعمهم ماديا ومعنويا ضمن سياسة حكومة المملكة العربية السعودية، وتنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده. وترأس الحجيلان جلسة العمل الرابعة تحت عنوان مقترحات حول تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان.