تعتبر صلاة التراويح من صلوات النوافل التي يحافظ عليها المسلمون في شهر رمضان المبارك، وقد ارتبط اسم هذه الصلاة النافلة بهذا الشهر، في حين اختلفت تأدية هذه العبادة في الحرمين الشريفين من وقت لآخر على مر العصور، بين زيادة ونقصان، حتى تم تثبيتها على ما هي عليه حاليا. ففي المسجد الحرام كان أهل مكة يصلون من التراويح أربع ركعات ثم يطوفون أسبوعا ثم يعاودون الطواف حتى يستكملوا من الصلاة عشرين ركعة ومن الطواف أربعة أسابيع، وفي العشر الأواخر يختم القرآن الكريم في كل وتر منها على أئمة متعددين. أما في المسجد النبوي فقد كان أهل المدينة يصلون التراويح 36 ركعة، منها ست عشرة ركعة عوضا للأسابيع الأربعة التي يطوفها أهل مكة بالبيت خلال صلاتهم، ثم يوترون فكانوا يصلون عقب العشاء عشرين ركعة ويوترون بثلاث فإذا كان آخر الليل صلوا 16 ركعة. وفي القرن الرابع كان الأئمة في المسجد النبوي كثيرين يزيدون تارة وينقصون أخرى، فقد كان هناك 6 أئمة رسميين، إمام للحاكم وحاشيته، وإمام للقاضي وكتابه وأعوانه، وإمام للأغوات ومن يصلي معهم، وإمام للمفتي، وأمام لرئيس العسكر، وإمام للنساء، وأئمة للعوائل الكبار فكل عائلة تصلي خلف إمام خاص بها. وهؤلاء كانوا يصلون في الوقت الذي يصلى فيه الإمام الراتب، فكانوا يختلفون عنه في قراءتهم خاصة أنهم يصلون بقصار السور وأنهم يصلون برجال أعمال لا يستطيعون انتظار أئمة الفريضة، لأن أئمة الفريضة يختمون مرتين في الليلة مرة في الصلاة الأولى العشرين ركعة والمرة الثانية في ال 16 ركعة الثانية التي تصلى في آخر الليل ويطلق عليها الست عشرية. أما في العهد السعودي، فتم توحيد المسلمين في الحرمين الشريفين في صلاة التراويح خلف إمام واحد وفق تنظيم معين فيما يتعلق بتعاقب الأئمة وتناوبهم في صلاة التراويح، حيث يتم توزيعهم حسب جدول معين فيصلون في الأيام العشرين الأول 20 ركعة في كل ليلة مع ثلاث ركعات وتر، وإذا دخلت العشر الأواخر يضاف عليها عشر ركعات وهي التي أطلق عليها صلاة القيام بعد منتصف الليل وكان في الماضي تؤدى صلاتي وتر بإمامين مختلفين، أما حاليا فتتم صلاة وتر واحدة تكون بعد انتهاء صلاة القيام في آخر الليل.