يعتبر مشروع طريق «حلالي محا سكار» من أكثر طرق عسير تعثرا، فالطريق المتعثر منذ عدة سنوات بطول 32 كلم، والمقدرة تكلفته الإنشائية بنحو 001 مليون ريال، يطرح في اعتمادات وزارة النقل في كل موازنة جديدة، إلا أنه لم يتعد مرحلة الانطلاق حتى الآن بالرغم من مرور أكثر من 6 سنوات على وضع حجر الأساس له. وبين أهالي المنطقة أن هذا الطريق الحيوي لم ينفذ منه بعد توقيع عقده منذ سنوات عديدة سوى كيلو متر واحد، مشيرين إلى تقدمهم بعدة شكاوى للجهات المعنية وكذلك إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) للوقوف على المشروع ومعرفة أسباب تأخر تنفيذه. أضاف الأهالي أن إن الطريق المذكور يكتنفه الكثير من الشكوك والغموص خاصة في بعض تفاصيله مثل تغيير مساره أو تقليص عرضه من تسعة إلى ستة أمتار فقط، فضلا عن الاكتفاء بتنفيذ نحو ستة كلم من أصل المساحة الطولية الكلية للمشروع، مما أثار استياء أهالي المنطقة خاصة أن هناك إشاعة تشير إلى مماطلة المقاول وعدم تنفيذه للمشروع في موعده المحدد بحجج واهية على حد قولهم. وللأهالي مع الطريق معاناة خاصة، فسائق الجرافة يمثل حكاية خاصة، فبعد كل سيل وخراب للطريق يسعى السكان خلف سائق الجرافة لإصلاح ما أفسدته السيول، وقال ل«عكاظ» المواطن سعد بن محمد الربعي «عندما تتدفق السيول تترك ضررا كبيرا على الطرقات الترابية التالفة والمتهالكة لذلك ننشد ود سائق الجرافة الذي يماطل أحيانا ولا يتدخل إلا بعد مسلسل طويل من الطلبات، وهناك من يجلب المعدات الثقيلة على حسابه الخاص لفتح الطريق في كل مرة تهطل فيها الأمطار». وأوضح المواطن سعد محمد الربعي أن الأهالي طرقوا كافة الأبواب بهدف إنجاز الطريق المتعثر منذ سنوات دون جدوى، وقال «بالرغم من كل المطالبات زادت مماطلة المقاول في تحد واضح للجهات المعنية بخدمة المواطن بداية بوزارة الطرق والنقل المسؤولة عن متابعة الطرق المتعثرة بعسير عبر فرعها في المنطقة، وأبرزها طريق حلالي محا سكار الذي يعتبر واحدا من أكثر المشاريع تعثرا في المنطقة، في الوقت الذي وفرت فيه الدولة موازنات كبيرة للمشروع وتوفير الراحة للمواطنين ولكنه لم يجد الوزارة الحريصة على متابعة هذا المال والرقابة عليه». أما سعد بن عائض الربعي فقال: «أكثر ما يقلقنا هو أن صوتنا الذي يكشف التعثر الخطير في المشاريع لا يجد أي تجاوب ممن لهم علاقة في الموضوع ويصبح أمر تلك المشاريع والحديث عن البلاغات والملاحظات طبيعيا ويمر بسهولة دون متابعة أو رقابة وبالتالي تصبح مشاريعنا مهملة والحديث عنها روتين عادي لا يفيد ولا ينفع وهو الشعور الذي سيصيب المواطن باليأس والشعور بالاحباط». وقال محمد بن ناصر الربعي «خاطبنا مدير عام الطرق بعسير والوزارة وحتى هيئة نزاهة وطرقنا كل الأبواب، ولم نتلق سوى الوعود، علما أن لجانا مختلفة تتردد على الموقع دون جدوى أو فائدة تذكر، وأعتقد أن المسؤولية تقع على إدارة النقل بعسير التي تتعاقد مع مقاولين لا يتسمون بالكفاءة، علما بأن هناك شركات ومؤسسات لديها القدرة على تنفيذ المشاريع الكبيرة والصغيرة وفق مواصفات عالمية وفي موعدها المحدد». ووأضاف «نطالب وزارة النقل وفرعها في عسير بتنفيذ المشروع الذي لا يتعدى طوله 32 كلم وإنهاء معاناة المواطنين، كما نطالب بتشكيل لجنة من إمارة عسير ووزارة الطرق والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نزاهة» وأعضاء من المجلس البلدي لدراسة بنود العقد والمبالغ المرصودة والمعتمدة وكافة ما يخص العقد». «عكاظ» بادرت بالاتصال بمدير عام الطرق والنقل بعسير علي بن مسفر للوقوف على حقيقة شكوى الأهالي، إلا أنه لم يرد على استفسارات الصحيفة بالرغم من الاتصالات المتكررة على مدى أيام.