كشفت الدراسة التي أجرتها الباحثة إيمان عبدالله الحصين مؤخرا حول الدراما عن طبيعة العديد من الشخصيات المحورية التي تناولتها المسلسلات التلفزيونية المحلية في كل من مسلسل «طاش ما طاش، سكتم بكتم، أسوار، أيام السراب»، بالإضافة إلى رأي الجمهور في الدراما بشكل عام من ناحية ما يتعلق بالإشكاليات التي تعاني منها الدراما المحلية ومدى ملائمتها للواقع، وذلك لمعرفة الصورة التي انطبعت في أذهان المشاهدين وبناء عليها يتم تبني وجهات نظر خاصة وإصدار أحكام معينة قد يتم تعميمها على كافة شرائح المجتمع، وذلك بدراسة 88 شخصية ما بين كوميدية وتراجيدية والتعرف على أبرز ملامحها من خلال مستوى التعليم والجانب الأخلاقي والاقتصادي والسمات الشخصية ودرجة الالتزام الديني، بالإضافة إلى المظهر الخارجي للشخصية ومشاعرها وعلاقتها بالآخرين. وأظهرت الدراسة أن ما يتعلق بجانب التعليم ومستوى المعيشة والسلوكيات الأخلاقية ودرجة التدين كان النصيب الأكبر فيها للشخصيات التي لم تتضح هويتها جيدا عندما بدت 47.7 % من الشخصيات بمستوى تعليمي غير واضح، و65.9 % من الشخصيات بدرجة تدين غير واضحة.وظهرت الشخصية السعودية من خلال عينة المسلسلات المختارة وهي تحمل مشاعر التذمر والسخط والشكوى بالمرتبة الأولى بنسبة 13.6% بينما بدت 11.4% من الشخصيات بنوع من مشاعر الاستبداد والتسلط، تليها 10.2% من الشخصيات ذات مشاعر وأحاسيس قلقة، وتبرز الإشكالية كما وضحتها الباحثة في سياق الأحداث التي لم توضح السبب المقنع لهيمنة تلك الأحاسيس عليها فضلا عن الأجواء المحيطة بها والتي تدفعها لمثل ذلك الشعور، وتظهر الشخصية الباسمة المبتهجة بنسبة 10.2% في أدوار الكوميديا، وجاءت في المرتبة الأخيرة الشخصية الهادئة بنسبة 3.4 % فقط. واتسمت الشخصية السعودية ب(السلبية) بنسبة 13.6% وتبدو هذه الشخصية بشكل واضح لدى الأمهات والفتيات، تليها في المرتبة الثانية وبنسبة 11.4% (الشخصية الحمقاء) والتي ظهرت بشكل ملفت في عدد كبير من حلقات طاش ما طاش وسكتم بكتم، وجاءت بالمرتبة الثالثة بالتساوي (الشخصية العدوانية والصبورة وكثيرة النزوات)، يقابل ذلك كما أشارت إليه الباحثة غياب غير مبرر للشخصية القيادية والتي من الممكن أن تكون قدوة في أخلاقياتها وسلوكياتها، وهذا يعتبر أحد الأشياء الهامة التي تفتقدها الدراما المحلية في عدم إدراكها لبعد هام من أبعاد الشخصية. وما يتعلق بالإشكالية التي تعاني منها الدراما المحلية فقد أشارت الدراسة إلى أن النص الدرامي يشكل المعضلة الحقيقية في فهمنا للشخصية السعودية أو حتى نقل صورة مغلوطة عنها، حيث جاء في المرتبة الأولى أن النصوص المقدمة في الأعمال الدرامية المحلية متشابهة وفيها نوع من التكرار، وفي المرتبة السادسة النصوص الدرامية المحلية تعرض قضايا بغرض الإثارة ولا تصل لحل، وجاء في أول القائمة لآخر أهم ثلاث مشكلات أن النصوص المقدمة في الأعمال الدرامية المحلية نادرا ما تناقش قضايا هامة. أما ما يختص بدور الدراما المحلية في تشكيل صورة ذهنية حقيقية عن المجتمع السعودي وهل يمكن الاستعانة بها لتحسين الصورة، جاء في المرتبة الأولى أن الدراما المحلية لا تظهر للرجل والمرأة أي مشاركة في العمل السياسي الرسمي.