مع بداية كل إجازة صيفية يتجدد الحديث عن المراكز والبرامج الصيفية، ومدى فعالياتها وأنشطتها، وهل تحقق كل رغبات الطلاب وميولهم، وهل هناك أنشطة تنمي مواهب الموهوبين منهم؟ أم أن المراكز الصيفية التي أصبحت حديث كل إجازة صيفية ليست لها أهمية لدى الطالب بسبب انشطتها التقليدية؟. هذه المحاور وغيرها تناولها لقاء نظمته «عكاظ» شارك فيه 20 طالبا من مختلف المراحل الدراسية، استعرضوا عددا من الفعاليات التي تحتضنها المراكز الصيفية وما تقدمه من أنشطة. واختلفت وجهات النظر بين الطلاب، فمنهم من أكد أنها تقليدية لا جديد فيها، والانشطة والفعاليات عادية جدا وليس هناك احتضان للموهبة وتلبية رغبات الطلاب، ومنهم من اعتبر أنها تعود بالمنفعة العلمية لما فيها من أنشطة رياضية واجتماعية وثقافية تشغل أوقات الفراغ. وقال صالح عطية الزهراني «أحرص على التسجيل في المركز الصيفي لأن فيه انشطة وبرامج وفعاليات أستفيد منها، ناهيك عن اكتساب المهارات من القائمين على المراكز». وأضاف أنه منذ 4 سنوات وهو حريص على الالتحاق بالمركز الصيفي الذي يستفيد منه ويشغل أوقات فراغه بما هو مفيد، إضافة إلى اكتساب المهارات، وتنمية المواهب. من جانبه، أكد عبدالله الحارثي ما قاله الزهراني، مشيرا إلى أن المراكز الصيفية لها فوائد جمة، لما تحتضنه من انشطة مفيدة، تهدف إلى تنمية المهارات في حفظ كتاب الله وحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى المسابقات التي تجذب الطلاب وتكون لها فائدة. أما خالد عبدالله المالكي فقال «مضى لي عامان وكنت حريصا على التسجيل في المراكز الصيفية حتى لاحظت أنها تقليدية لا جديد في انشطتها وفعاليتها، التي لا تهدف إلا لشغل أوقات الفراغ». وطالب محمد هيب القائمين على المراكز الصيفية بتجديد الأنشطة والفعاليات من عام إلى عام، وأن يضعوا في الاعتبار أن تركز على تنمية المواهب وعدم إرغام الطلاب على التسجيل في الأنشطة التقليدية كالأنشطة الرياضية التي لا يوجد فيها غير ممارسة كرة القدم، رغم أن هناك فئة لا تحب هذه الرياضة بل تميل إلى رياضة السباحة مثلا. أما محمد أديب فقال إن المراكز الصيفية في حاجة إلى تطوير وتحديث يناسب متغيرات العصر خصوصا أن هناك مراكز ليس لديها أي امكانيات وأنشطتها لا وجود لها بل هي مسجلة على الورق فقط. وأضاف أنه لا بد من تقديم برامج شبابية جديدة ومثيرة وجذابة قادرة على أن تقنع الشباب بالمشاركة والتفاعل مع البرامج المختلفة التي تقدمها المراكز. ووافقه الرأي ادريس فلاته الذي أشار إلى أن بعض المركز ليست مهيأة لأن تكون مراكز صيفية لأن ليس لديها أي إمكانات، بل أنشطة عادية رياضية وثقافية، بعيدة عن تنمية المواهب والارتقاء بمستوى تفكير الطلاب، موضحا أن أغلب أولياء الأمور يبحثون عن المراكز الصيفية لإشغال أوقات أبنائهم دون النظر إلى مخرجات هذه المراكز. وقال أسامة الردادي إنه رغم المبالغ التي تصرف على المراكز الصيفية لا نجد أي مخرجات لها، بل شغل لأوقات الفراغ. ولكنه أشار إلى أن هناك أنشطة تناسب بعض الطلاب، لكن هناك طلابا يريدون تنمية مواهبهم كالسباحة ونحو ذلك، لذا أطالب الجهات المختصة بتحقيق مراكز ذات شمولية في كل الأنشطة. يذكر أن الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة رصدت 5 آلاف فعالية لتنفيذها في 35 ناديا موسميا للبنين والبنات في مكةالمكرمة ومحافظتي الجموم والكامل، حيث قال المدير العام للتربية والتعليم في المنطقة حامد السلمي إن الفعاليات ستركز على البرامج الترويحية والثقافية والاجتماعية والفنية والمهنية والكشفية والعلمية والمجتمعية والمسابقات الترفيهية، مشيرا إلى أنه سيتم خلال اليوم الواحد تنفيذ 5 فعاليات في كل ناد بمعدل فعالية لكل ساعة. وقال إن هذه الأندية تقدم برامجها المتنوعة التي تهدف إلى استثمار أوقات فراغ الطلاب والطالبات ببرامج وأنشطة متنوعة، وتنمية القيم والاتجاهات الصحيحة لديهم والعمل التطوعي وخدمة المجتمع ورفع مستوى الانتماء الوطني لديهم من خلال تنفيذ البرامج التي تنمي الحس الوطني ومسؤولية الطالب والطالبة تجاه الوطن والقيادة. ولفت إلى أن البرامج والأنشطة تم توزيعها على مدارس المنطقة حسب التوزيع الجغرافي والكثافة الطلابية في قطاعات المنطقة، إضافة إلى تحديد برامج لفئة الطلاب والطالبات ذوي الاحتياجات الخاصة. وأكد المدير العام للتربية والتعليم في المنطقة أن كل البرامج الصيفية المتنوعة المخصصة لطلاب وطالبات التعليم العام يشرف عليها عدد من المشرفين والمشرفات التربويين والمعلمين والمعلمات المتميزين في الأنشطة الطلابية.