بحركاتهم البهلوانية في «التغزيل» أو مايسمى ب«ترفيع الغزال»، وبأصوات دراجاتهم المرتفعة، يجذبون إليهم الأنظار، يربكون سائقي السيارت ويزعجونهم، بسرعة مرورهم بين سياراتهم على الطريق وبحركاتهم الخطيرة والجريئة. إنهم قائدو الدراجات النارية من الشباب المراهق ومعظمهم من القاصرين، تتراوح أعمارهم بين 14 و20 عاما، الذين أصبحوا ظاهرة لافتة غزت بعض شوارع مكةالمكرمة، خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الصيفية، حيث ترى مواكب الدراجات النارية تجوب الشوارع، بسرعة جنونية محدثة ضجيجا مزعجا للسكان ولسائقي السيارات، بألعابهم واستعراضاتهم الخطرة بين السيارات. ورغم كل ما تواجهه هذه الظاهرة من محاربة وانتقادات، فإن بعض الشباب يعتبرونها رياضة وهواية تستهويهم مثل باقي الرياضات، حيث يمكن أن يمارسها الجميع في أماكن خاصة، ويشيرون إلى أن تهميش هذه الرياضة ولا مبالاة الجهات المعنية، وعدم وجود الأماكن المخصصة لهذه الرياضة، دفعهم إلى ممارستها في الطرقات وبين السيارات، مطالبن الجهات المعنية بإيجاد الأمكنة المناسبة لممارسة رياضتهم هذه والتصريح نظاميا بها. وأكد عدد من الشباب هواة وأصحاب هذه الدراجات النارية ل«عكاظ» أن حقوقهم في ممارسة هوايتهم بقيت مهدرة طوال السنوات الماضية، بين ضبابية وعدم وضوح قرارات إدارة المرور، وتجاهل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لهم، مطالبين بتوفير أماكن خاصة بهم لممارسة هوايتهم بعيدا عن الأخطار التي تواجههم في الطرق العامة، مشددين على أنهم لا يجازفون بالأرواح، لكن من حقهم أن نمارس الهواية والتي لا نجد لها حلبة مناسبة إلا هذه الشوارع. وانتقدوا ما وصفوه بالنظرة الغاضبة في عيون الناس، التي تضعهم في خانة عدم المسؤولية والاستهتار وحب التظاهر، كما انتقدوا رؤية البعض لهم بأنهم مجرد شباب مخالفين لقواعد وأنظمة المرور والسير ومزعجون لا يهمهم غير مضايقة الناس. وقال محمد عبدالرحمن إنهم يعانون كثيرا من هذه الانطباعات، مؤكدا احترامهم للقواعد والأنظمة وقيم المجتمع، موضحا أن قيادتهم للدراجات النارية لا تختلف عن قيادتهم للسيارات، مشيرا إلى أن المضايقات التي يتعرضون لها من مختلف الجهات وأفراد المجتمع تضعهم في موقف حرج. أما ناصر الأسمري، وهو من أحد القروبات التي تتجمع أحيانا في بعض طرق مكةالمكرمة، إضافة إلى طريق مكةالمكرمة الهدا الذي دائما ما يتجهون إليه، فقال «نحن نمارس هوايتنا بشكل ودي ومنظم ولدينا تجمعاتنا وأسماؤنا معروفة ولدينا حركات بهلوانيه مثل حركة الترفيع الغزالة، وهذه تعتبر من أكثر الحركات خطورة ومن لا يملك الجرأة والمخاطرة لا يمكنه التغزيل». وأضاف أن عمل هذه الحركة المشوقة يحتاج إلى تدريب جيد ومكثف. وقال «إن دراجاتنا غالية الثمن تصل أسعار بعض هذه الدرجات مبالغ تفوق أسعار السيارات الفارهة، موضحا أن لنا أماكننا التي نقود فيها الدراجات بشكل نظامي، ولسنا مخالفين للأنظمة». وأضاف «عددنا كبير وفينا المهندس والطبيب والضابط والإعلامي وغيرهم كثير، لذا نحرص دائما على سمعتنا وعلى عدم إزعاج السائقين أو الأحياء السكنية، إننا دائما نخرج في أوقات نحددها جميعا بحيث تكون في أوقات لا يوجد في الطريق ازدحامات مرورية». وعلى جانب المخالفين أكد أن الذين يقومون بالاستعراضات هم المراهقون أصحاب (الدبابات) رخيصة الثمن، الذين يقودون باستهتار وبسرعة جنونية ولا يتقيدون بقواعد وأنظمة المرور وبعضهم غير سعوديين يرتكبون بعض التصرفات المخجلة.