أكد مدير المركز الأحوازي للدراسات الاستراتيجية المعارض الإيراني حسن راضي أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية هي انتخابات صورية ونتائجها معروفة سلفا، مهما كانت نسبة التنافس حامية فيها والانطباعات غير الحقيقية بنزاهتها. وأوضح راضي في حوار أجرته «عكاظ» أن خامنئي يمسك بكل مفاتيح النظام ويسانده بقوة الحرس الثوري، وبالتالي فإن هذه الانتخابات لن تخرج عن هذا السياق، كل المرشحين المطروحين هم من دائرة المرشد مع اختلاف بالشكل وليس في المضمون. وزاد «من يريده المرشد أن يصل لسدة الرئاسة سوف يصل وأية مفاجأة هي غير متوقعة، الانتخابات تم حسمها مع استبعاد الرئيس الأسبق رفسنجاني من الترشح وبالتالي فإن أي أمل ولو بسيط بإحداث تغيير لم يعد موجودا». وحول وضع المرشح روحاني قال «إن روحاني وبعد انسحاب عارف يعتبر مرشحا كبيرا، فهو كبير المفاوضين بالملف النووي في عهد خاتمي ولو ترك الأمر الآن للشعب الإيراني لكان روحاني تمكن من حسم المعركة لصالحه عبر صناديق الاقتراع، لكن الأوضاع الحالية والسطوة التي يمارسها المرشد تؤكدان أن ما سيحصل ليس عملية انتخابية بل عملية تعيين لأحد المقربين من خامنئي إما سعيد جليلي أو ولايتي، فهذا ما تم التخطيط له منذ البداية وبالتالي لا أرى عملية انتخابية مطلقا». وحول تداعيات مصادرة صوت الشعب الإيراني في الانتخابات قال «هناك إجراءات تم وضعها في كافة المدن الإيرانية وتحديدا في طهران وبالتالي هناك إمكانية لحصول أي تحرك شعبي فعال، وما حصل مع الثورة الخضراء مازال في الذاكرة والكل يعلم أن لا أمل حاليا بأي تحرك معارض في الشارع». ويتابع «الرئيس الجديد لإيران لن يخرج من عباءة المرشد، الأوضاع ممسوكة بشكل قوي من قبل الحرس الثوري». وحول تداعيات نتيجة الانتخابات على القضايا الساخنة في المنطقة قال راضي «إن سياسة خامنئي في حال استمرارها ستكون لها تداعيات سيئة وكارثية على كافة قضايا المنطقة دون استثناء وهذه السياسة كما يبدو ستستمر ولا أمل بتغييرها في الوقت الراهن أو أقله عبر الانتخابات الرئاسية، إن المنطقة مقبلة على مرحلة صدام كبير ولعل ما يحصل في سورية أكبر مؤشر على ذلك مع خامنئي وتحديدا في الولايتين، ومع نجاد الذي جاء بدعم خامنئي عاشت إيران عزلة دولية كبيرة كما أن كافة قنوات الحوار التي فتحها الرئيس خاتمي مع دول الجوار وتحديدا الدول العربية قطعت بأكملها. هذه العزلة ستستمر مع فوز ولايتي أو جليلي، لا، بل ستكبر باتجاه الصدام الذي لا أراه بعيدا». وختم راضي قائلا «هذا النظام كان لديه أمل بالإنقاذ لو سمح لرفسنجاني أن يستكمل معركته فهو الوحيد الذي كان قادرا على إنقاذ هذا النظام المهترئ الذي يعاني وطنيا واقتصاديا وهوية وبالتالي فإن هذه الانتخابات الرئاسية الصورية ستكون ذروة المأزق بالنسبة لهذا النظام الذي تحول إلى نظام العائلة ففي منزل عائلة خامنئي تؤخذ كل القرارات وكل ما يحصل هو عملية تحضير لأن يخلف ابن خامنئي والده على رأس الدولة، إن إيران تعيش مرحلة ما قبل الانفجار السياسي والاقتصادي وهذه الانتخابات بالطريقة التي حضر لها وتحديدا إن حصل تلاعب بمنع فوز روحاني ستكون عاملا يستعجل الانفجار الكبير وحينها الجميع سيدفع الثمن، الجميع في النظام محافظون وإصلاحيون لأن ما بعد الانفجار هو التغيير الشامل».