فوجئ أهالي محافظة الكامل بانسحاب معدات الشركة المكلفة بتوسعة وتعديل طريق الكامل بعد أن بدأت مهمتها بالتوسعة، وغادت الموقع وبقي الحال كما كان عليه، ورغم إزعاج هدير المعدات الضخمة التي بدت وكأنها ستنهي معاناة سنوات من سيل الدماء على ذلك الطريق الضيق والذي يخدم مئات الآلاف من سكانها وأبنائها القاطنين في المدن المجاورة، إلا أن الأحلام تبخرت عندما صحت الكامل على مغادرة المعدات مواقعها دون أن تكمل المشروع الحلم. وفي هذا السياق أوضح خالد السالمي بقوله «يمثل طريق الكامل الوحيد مصدر الأرق الرئيس لأهالي المحافظة، حيث يواصل ممارسة هوايته القاتلة في اصطياد المارة ونثر الأحزان في المنازل، ولا يمر شهر أو شهران بدون مأساة على ذلك الطريق المتعرج، ومع بدء تنفيذ المشروع الشهر الماضي تزامنا مع زيارة أمير منطقة مكةالمكرمة دخلت الفرحة كل منازل المحافظة، ولكن ما لبث أن غادر سريعا مع اختفاء آخر معدة كانت تعمل في بداية الطريق». ويضيف لا بد من إنشاء طريق مزدوج يربط بين خط الهجرة السريع ومحافظة الكامل والمقدر ب 100 كلم مرورا بقرى العقلة والقرية لإنهاء معاناة الأهالي الذين لا زالوا يتذكرون العديد من المآسي التي حدثت هناك. واستطرد مشكلة الطريق تتمثل في كثر التعرجات والمنحدرات المنتشرة به، ورغم تلك المخاطر فهو يخلو من وسائل السلامة كالمصدات على جوانبه واللوحات الإرشادية ومع افتتاح فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالكامل زادت أعداد سالكي الطريق يوميا وارتفعت أعداد الحوادث القاتلة وزاد الحنق بمغادرة الشركة مواقعها. ويتداخل العم حبيب السلمي، ممن عانى من ويلات الطريق قائلا، المعاناة تتفاقم أثناء هطول الأمطار حيث يتعرض العابرون عليه لخطر دهم السيول دون سابق إنذار، ومن يستطع الإفلات من الماء يضطر في أحيان كثيرة إلى البقاء ليوم أو يومين عالقا لا يستطيع المرور لعدم وجود الجسور اللازمة لدرء تلك المخاطر. ويضيف من أبرز المشاريع المتعطلة مشروع ازدواج طريق الكامل والذي لا زال يحصد في كل عام العديد من الأرواح على أسفلته القديم وبين عقباته الصعبة، ورغم أن البلدية تفضلت بتنفيذ ازدواج الطريق الرابط بين محافظة الكامل ومخطط الحرة إلا أن الحاجة لا تزال ملحة لتقوم وزارة النقل بمحاسبة الشركة التي غادرت مواقعها دون أي أنذار، وتركتنا نصارع لوحدنا ويلات الطريق فهناك أرواح تزهق على الطريق ومئات المعلمات اللاتي يستخدمنه يوميا وسط ترقب وقلق أسرهن في جدةومكةالمكرمة والمحافظات المجاورة. ويستطرد ليست المسافة بالكبيرة أو المعسرة للوزارة ومشاريعها الضخمة، فالمسافة لا تتجاوز 80 كيلا تقريبا وعشرات الآلاف ينتظرون أن يسمعوا خبرا مفرحا حول ذلك. مدير مشروع صيانة طرق مكةالمكرمة والمدينة المنورة والذي تقع في نطاقه أعمال تحسينات طريق الكامل المهندس عبدالمحسن اللحياني، قال عبر حسابه على تويتر، إنه تم إعداد دراسة من قبل الوزارة لوضع حل جذري لمشاكل الطريق ورفع الطريق من مفرد إلى مزدوج مع تعديل المنحنيات، وعمل قنوات لتصريف الأمطار حيث تم تعميد البدء في تنفيذ 9 منحنيات من أصل 22 منحنى في الطريق. معوقات التنفيذ المهندس اللحياني أوضح أنه مع بدء تنفيذ المشروع اتضح وجود خطين أرضيين لشركات الاتصالات ما أدى لتعطل العمل حتى إزالة هذه العوائق، في الوقت الذي لا زال العمل قائما في موقعين فقط خالية من تلك العوائق، مؤكدا الاهتمام الكبير براحة مواطني الكامل وتنفيذ هذا المشروع.