ها هي الإجازة تعلن قدومها بوجه بهي وجذاب للطلاب والطالبات وجميع من في السلك التعليمي فاسمها يزداد بهاء وترحيبا في هذه الأيام. قدمت إلينا بعد فتور من التعب والكدح لتعانق الأجساد المتعبة وترتمي على الأجفان التي أعيتها مشاوير الصباح وتكررت في ناظريها بعبارة (روتين). هي الحق المشروع والمطلوب للجميع لكي يعاودوا نشاطهم فيما بعد بحيوية وتجدد فتساعدنا جميعا على إبقاء جودة الأداء وثبات الاتزان كما نريد.. ولكن للأسف هناك من رسمها بفرشاة سوداء فجعلها معتمة لا تكاد تراها بل تنزعج من تعددها وتفويت أيامها وذلك بملازمة السهر لها من قبل الكثيرين.. فهناك من يعرف الإجازة بأنها السهر إلى مجيء الفجر ومن ثم إطباق المقل إلى بعد الغسق، وبعدها تبدأ رحلة السهاد المعتادة التي يظنها البعض بأنها فرحة ولابد من التعامل معها بهذه الطريقة. وليت الأمر صادر من قبل ناشئتنا فحسب بل حتى والديهم تجدهم يساندون على ذلك الشيء ويقولون بكل أريحية هي إجازة فماذا نعمل دعهم يخرجون طاقاتهم.. هل ذلك مقابل تعب أجسادهم.. وتفويت صلواتهم وقرباتهم.. وهل هذا تخريج للطاقات أم تعليمهم هدر الوقت والطاعات. لابد أن نغرس في هؤلاء الناشئة بأن الإجازة هي الاستفادة من أيامها في إنتاج ذاتي وتربوي واجتماعي ومحاولة لجذب المحفزات في دواخلهم وقمع أي متغيرات ضالة أو مدلسات تائهة.. فلينعم أبناؤنا وبناتنا بهذه الإجازة بطرائق التأمل واحترام الوقت والتنزه البريء .. وزيارات المرضى، والحرص على أعمال الخير.. أما أن تكون الإجازة مجهدة ما بين سهر وإسراف وتفويت فهذا هو نكران للوقت ولأهميته وإغفال لجوهريته التامة.. فلا تدعوا الشيطان يجمح بكم، كونوا أقوى منه واستمتعوا بإجازاتكم بالطرق المثلى، فهي نعمة وهبت لنا، فلماذا نجتاحها ونحطمها ونخسرها في أوهام بالية.