ها هي المدارس تشرع أبوابها من جديد استئنافاً للفصل الدراسي الثاني، ولكن نواجه دائماً عراكاً صعباً، ألا وهو السهر، وتشابك الأوقات مع بعضها البعض أثناء الإجازة، فتجد أبناءنا طٌمس على أعينهم بهذه السلوكيات التي تُرجِف الأبدان، وتُغلق على الأرواح أي مسرب ضوء، ولعلي أسألهم: لمَ لا نشتاق للنهار ونحنُّ إليه؟ فهو البركة والعطاء والخير، نتمتع بهذه الفسحة المعطاة لنا، ولكن ليس بهذا الفتور العجيب والذبول المثير. لتحِنّوا إلى نهاراتكم وترسموا حولها تجديداً لقلوبكم وعواطفكم، ولاتعبثوا بأوقاتكم وتدعوها تذهب سدى دون تفكير ومنهج. أنت وأنا نحتاج إليه أكثر من غيرنا، شاهد بعينك كيف من يكدح فيه، ويجتهد من أجل لقمة عيشه، تجده مُنصفا لوقته، لا يحاول وضع معتريات تودي به إلى مغبة مظلمة. أضحى عملاً وديدناً لابد أن يستيقظ له ويبذل من أجله ما لديه من طاقات وأفكار لتكون نتاجاً له ولمجتمعه.. ليست الإجازة كما يُظنُّ سهراً ومن ثم يتبعها نومٌ يقتل الوقت والجهد والطموح، ثم صحو إلى أن تُطبق الأجفان سهادها، وقد يَطول إطباقها. وهنا يأتي النصح العقلاني لا البلبلة التي تثير النقع فقط، فمجالسة أبنائنا ونقاشهم حول السهر وطرائقه الغريبة هامة للغاية. فلابد أن تكون لدينا أساليب مقنعة لكي يبتعدوا عنه، ويعودوا لممارسة طقوس إجازتهم الحميدة بشكل يتناسب مع أوقاتهم، وبتنظيم لا يخدش الذات والحياء. وأنا على يقينٍ تام أنهم سيستجيبون وينالون من نهاراتهم ثمرات، ولن يدعوها مسلوبة يتباكون على حنينها. حمد جويبر - جدة