ما بين تربية البنين والبنات على الفطرة وبين الأساليب الحديثة بون كبير وشاسع في نظر بعض الناس، بعضهم يميلون إلى التربية الفطرية كما تربى من أمه وأبيه، والبعض يرى أن التربية لا بد أن تبنى على قواعد وأسس مدروسة مخططة، فكل شيء تغير ولم يعد كسابقه. «أمي ربتني وأحسنت تربيتي لكني لن أربي طفلي على ذات النسق التقليدي، فالزمان غير الزمان، وحتى المكان غير المكان».. هكذا بدأت هالة العواد حديثها ل«عكاظ» لتخلص إلى أن «تربية الطفل لم تعد أمرا غريزيا فطريا مهما كانت سلامة فطرة الأمومة، إلا أني أرى أن الكثير من المتغيرات شابتها». لكن غادة الربيع (معلمة، وأم لطفلين) نظرتها مختلفة عن هالة، «فالتربية الفطرية أسست أجيالا وخرجت قادة، أمي ربتنا على الفطرة وهي غير متعلمة.. ربتنا كما ربتها جدتي، والحمد لله، أنا وأخوتي السبعة متعلمون وناجحون في حياتنا المهنية والأسرية». سعاد رمضان أم لثلاثة أطفال ترى أن التربية، وإن كانت على الفطرة، لا بد أن تدخل التربية الحديثة عليها، بالرغم من القيود التي تفرض في التربية الحديثة، والتي تجعل من الطفل ضحية لعدم عيش طفولته التي عشناها، كونه يكون مراقبا من الأم بشكل يخلو من أساسيات الطفولة البريئة، لكن المتغيرات الطارئة التي دخلت على الحياة جعلتنا ننظر حتى في الفطرة، فربما هناك بعض السلوكيات التي كانت موجودة في السابق لا يتقبلها وقتنا الحالي. وبالنسبة لي أرى أن الفطرة مهمة كثيرا في التربية، فلا أحد ينكر وجود المشاكل وخاصة النفسية لدى الأطفال في هذا الزمن على عكس السابق ربما للتربية دور كبير فيها. الإخصائية النفسية ريما آل حمود حذرت من نفسية الأم التي تتحكم في تربية أطفالها، مبينة أن الكثير من الأمهات يعتبرن الأمومة هما ثقيلا في ظل الحياة الحديثة وحركتها المتلاحقة، خصوصا أن أغلب الأمهات عاملات وموظفات، ما ينعكس سلبا على تربية أبنائها، فمهما حاولت غرس السلوكيات، والتي تصدر وتنبع من التربية والتعليم، لكن الطريقة من الأساس مبنية على أسس خاطئة، فالوقت الذي تمنحه الأم لطفلها لم يعد كالسابق في ظل ظروف الحياة الحديثة، فتعتقد الأم أنه بمجرد توفير احتياجات الطفل، سواء أكانت ترفيهية أو مادية هي تربية حديثة، لكن العاطفة والإحساس هما الأهم.