لا يختلف اثنان في أساسيات ومعايير التربية السليمة التي تعتمد على أساسيات الأدب والاحترام والخلق الحسن، فهي نبراس التربية الصحيحة ولاتزال تحتكم إلى معايير وأساسيات لا يمكن إغفالها، على الرغم من تداخل تطورات الزمان والمكان، التي جعلت بعض الأمهات يعشن في صراع الاختلافات التقليدية والحديثة في استخدام التربية مع الأطفال.. «عكاظ» طرحت تساؤلا على عدد من الأمهات «كيف تربين طفلك؟» فكانت إجاباتهن متفاوتة وبعضها متخضرم ما بين الحاضر والماضي. مناهل الحسن (أم لثلاثة أطفال) ترى أن التربية التقليدية أنشأت أجيالا ناجحة بكل المعايير على الرغم من قلة ثقافة الأمهات في الوقت السابق قياسا على وقتنا الحاضر، تقول «أنا أم مثقفة معلمة تربيت على يد امرأة أمية ربتني أنا وإخوتي وخرجت جيلا ناجحا اجتماعيا ومهنيا بكل المعايير، تربيتي اليوم لأبنائي هي نفس تربية أمي لي؛ مع اختلاف في بعض الأمور، فالحزم الذي كان يعاملوننا به أهلنا في السابق أصبحنا نبتعد عنه ربما لوجود لغة الحوار حاليا حتى مع الطفل الصغير». إيمان محمد (أم لطفلين) ترى أنه لابد من تغير أسلوب التربية فالزمان تغير والأطفال أصبحوا أكثر وعيا وأكثر تفتحا عن السابق وأصبح تفكيرهم يسبق عمرهم بكثير، فالأم الآن تعاني أكثر من الأم في السابق، والأطفال في زمننا هذا من الصعب إرضاؤهم أو حتى السيطرة عليهم بسهولة. فاطمة الربح (أم لأربعة أطفال) أوضحت في إجابتها على سؤال «عكاظ» قائلة «التربية في هذا الوقت من الأمور الصعبة كثيرا، خاصة أن الأم في الوقت الحاضر لا تملك الصبر التي كانت تملكه الأمهات في السابق ربما لكون المرأة الآن أصبحت عاملة وتغيب عن المنزل في أغلب الأحيان فأصبح من الصعب أن تسيطر على تربية أطفالها». وترى فاطمة أن الأم لابد أن تمزج بين التربيتين التقليدية والحديثة، خاصة أن هناك أساسيات ومعايير في التربية لا تتغير مع تغير الزمان، لكن نفسيات الأطفال في هذا الزمان تغيرت كثيرا عن السابق فلابد للأم أن تستوعبها حتى تستطيع تنشئة جيل واع وسليم من جميع النواحي. منى المؤمن «أم لطفلين» ترى صعوبة التربية في وقتنا الحاضر وأن التربية التقليدية لن تجدي نفعا مع الأطفال في الوقت الحاضر، ومن النادر أن يتأقلم الأطفال مع الأساليب التقليدية في التربية، والتعامل معهم أصبح يستوجب الحذر من جميع النواحي ووسائل العولمة أصبحت تحيط بهم من كل الجوانب. من جهتها، أجابت زهرة العوامي (أم لطفلة) أن الأم باستطاعتها أن تدمج بين التربيتين فالتربية الآن لا تخلو من المتعة، وقالت: التربية الآن تعتمد على اللعب بالتعلم وهو ما كنا نفتقر إليه في الوقت السابق، إلا أنه لا يمكن إغفال تربية أمهاتنا والتي أكسبتنا الآن خبرة في تربية أطفالنا».