بين الملاهي وما تقدمه من أنواع الدخان والشيشة، وال«لفلفة» بالسيارات أو الدبابات في الشوارع، مع كل ما يعنيه ذلك من إضاعة للوقت واحتمال الانجراف في متاهات أصدقاء السوء، يفضل الكثير من الشبان في مكةالمكرمة اللجوء إلى الملاعب والنوادي لممارسة هواياتهم وملء أوقات فراغهم بما يفيد، ولكن هؤلاء الشبان يواجهون معضلة تأمين حجز للملاعب الزراعية التي يفضلونها على الترابية التي ترهقهم بالاتربة والغبار. وتكثر هذه الملاعب الزراعية في أطراف ووسط مكةالمكرمة ولكل ملعب منها مميزاته التي تجذب الشباب واموالهم. ولكن يصعب الحصول على حجز فيها بسبب الإقبال الكبير عليها إضافة إلى ارتفاع إيجارها، ما يعني أن الحجز يجب أن يتم منذ وقت مبكر. وعبر عدد من الشباب ل«عكاظ» عن استيائهم من ارتفاع إيجارات الملاعب الزراعية معتبرين أنها تستنزف جيوبهم كلما أرادوا ممارسات هواياتهم الرياضية أكان في كرة القدم أو كرة الطائرة أو غيرهما. وقال عمار المجنوني إن ملاعب الشوارع أو الملاعب الزراعية الخاصة ظهرت بسبب عدم وجود ملاعب زراعية حكومية، لأن الملاعب الشبابية في أحياء مكة كلها ملاعب ترابية تولى الشباب أنفسهم تجهيزها من مالهم الخاص، ما يستنزف جيوبهم خصوصا أن الكثير من هذه الملاعب تزال لأن صاحبها قرر البناء عليها، مشيرا إلى أن شباب مكة يعانون من «فقر الملاعب» في كل حي ونقص الملاعب الزراعية أو الانجيلة التي تعد بعدد الأصابع. من جانبه قال حاتم المحمادي إن كثيرا من الشباب يتجهون إلى استئجار الملاعب الزراعية التي تبدأ ب 500 ريال للساعة، وتختلف الاسعار من ملعب إلى آخر، ولتقاسم الأعباء يستأجرونها بشكل غروبات وفرق من أجل مباراة بين فريقين. وأشار إلى أن هذه الملاعب تنتعش وتشهد إقبالا كبيرا في شهر رمضان المبارك، حيث تستغل من قبل سماسرة يستأجرون الملعب ثم ينظمون دوريا يكون الاشتراك فيه بمبالغ معينة يحدده المستثمر للفريق الواحد. أما سمير الزهراني فقال إن الملاعب الزراعية تنتعش أيضا في الإجازة الأسبوعية أيام الدراسة، مشيرا إلى أن بعض المواطنين استخدموا احواشهم لإنشاء مثل هذه الملاعب والاستفادة منها في ظل غياب الملاعب الحكومية عن الاحياء. وأوضح أن أكثر من يستاجر الملاعب هم معلمو تحفيظ القرآن الكريم كنشاط شهري ينظمونه للطلبة حفظة كتاب الله، أو من قبل معلمي المدارس كنشاط شهري لطلبة المرحلة الثانوية. وأكد أن بعض الملاعب تستغل وجود الشباب فيها لبيع المأكولات بأسعار مبالغ فيها جدا.