سيطرت قوات نظام الأسد وميليشيات حزب الله أمس على مدينة القصير الاستراتيجية في وسط سوريا بعد انسحاب قوات المعارضة وإيران تبارك وتحتفي عقب أسبوعين من المعارك الطاحنة. وأكدت المعارضة السورية في المقابل: إن «الثورة مستمرة» ، وإن «النصر لأصحاب الحق» . وتزامن ذلك مع انعقاد اجتماع تمهيدي ضم ممثلين عن الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة وروسيا في جنيف للتحضير للمؤتمر الدولي أعلنت بعده موسكو عدم التوصل إلى اتفاق. وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن اقتحام المدينة تم «بعد غطاء كثيف من القصف» ، مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة «قاتلوا حتى الرمق الاخير». وقال الناشط أبو المعتصم الحمصي الموجود في البويضة عبر سكايب إن آلاف الأشخاص باتوا الآن محاصرين في البويضة الشرقية في ظروف إنسانية سيئة للغاية. وقال: «لا يوجد أي طريق أبدا لإجلاء الجرحى والمدنيين، وبينهم أطفال ونساء. لا توجد مياه ولا طحين ولا خبز ومخزون ضعيف من البرغل». وتحاول قوات النظام سحق كل ماهو أمامها وهو أمر لا يدع للمدنيين تحت الحصار غير الاختيار بين الاحتماء من القنابل وبين التعرض للخطر مسافة 100 كيلومتر سيرا على الأقدام طلبا للسلامة. وقالت كبيرة المتحدثين باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنج في إفادة للأمم المتحدة في جنيف: إن «القصير نفسها توصف بأنها مدينة أشباح فقد تعرضت لدمار شديد وتضج بدوي القنابل» . وأكد رئيس الائتلاف الوطني بالإنابة جورج صبرة أمس استمرار الثورة والمعركة ضد النظام «حتى تحرير كل البلاد». وأشار إلى أن «الاختلال الهائل في ميزان القوى فرض نفسه، وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها». من جهته أعلن المبعوث الأممي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي في ختام اجتماع تحضيري لمؤتمر «جنيف 2» بين مندوبي الأممالمتحدة وروسيا والولاياتالمتحدة «سنعمل بطريقة كثيفة وسنلتقي من جديد في جنيف في 25 حزيران/ يونيو» . وذكر الإبراهيمي أن «هذا المؤتمر لن يعقد في حزيران/ يونيو، لكننا نأمل في أن يعقد في تموز/ يوليو». ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن غينادي غاتيلوف مساعد وزير الخارجية الروسي قوله: «اتفقنا على عقد اجتماع آخر سنحاول خلاله تقريب مواقفنا نهائيا وسيكون ذلك على الأرجح نهاية حزيران/ يونيو» مشيرا إلى أن «المسألة الأصعب تتمحور حول الذين سيشاركون في المؤتمر». من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن فرنسا «قدمت عناصر أدلة» حول استخدام غاز السارين في سوريا وهو «ما يرغم المجتمع الدولي على التحرك» ، وذلك على هامش حفل تسليم جائزة في اليونيسكو.. في لندن، أعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية أمس أن بلاده لديها عينات «فيزيولوجية» تؤكد استخدام غاز السارين في سوريا على الأرجح من قبل نظام بشار الأسد.