أبكى طباخ سعودي الحضور في حفل تخريج الطهاة في جدة البارحة الأولى الذي رعاه وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين عندما كرر عبارته «أنا طباخ وأفتخر بمهنتي الشريفة، التي أعتبرها عبادة وستفتح لنا آفاق المستقبل». وأبهر الطباخ الحضور في الكلمة التي ألقاها وأعاد للأذهان لحظات توقيع عقود تدريب الطباخين السعوديين المنتهية بالتوظيف عندما خاطبهم الوزير بأنه سيقدمهم لوزا مقشرا لسوق العمل. الحفل الذي بدأ بمسيرة طلابية للطباخين والخريجين في مجالات السياحة والفندقة وخدمات الفنادق والعملاء استهله خريج بكلمة قال فيها «محدثكم الطباخ محمد الأبيض، أحد خريجي الأكاديمية السعودية الدولية للفندقة والسياحة في قرية مرسال، وأعمل طباخا.. طباخ.. يا معالى الوزير بفندق شيراتون جدة – وأفتخر كل الفخر بأنني طباخ، فقد كنا لا شيء وأصبحنا الآن ولله الحمد والشكر نمتلك مهنة شريفة، تفتح لنا آفاق المستقبل، وتؤهلنا للعمل في أفضل وأرقى المنشآت السياحية والفندقية. فإذا كان الطبيب يفتخر بأنه طبيب، والمهندس يفتخر بأنه مهندس، فأنا يا معالي الوزير، أفتخر بأنني طباخ، فالعمل عبادة والعمل شرف والعمل واجب، وكلها أعمال شريفة يكمل بعضها البعض، وتصب في خدمة الوطن والمواطن». واستطرد قائلا: «إن الفضل كل الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالى إلى معاليكم، ولصندوقكم الخيرى الاجتماعي الذي قدم لنا الدعم والرعاية والعناية، منذ أن التحقنا بالأكاديمية وحتى التخرج، وقد صدقت يا معالى الوزير حينما أجبت الصحفيين أنك ستقدم أبناءك الخريجين (لوز مقشر) جاهزين لسوق العمل السعودي وهذا قول صحيح يا معالى الوزير... بدليل أن كبرى شركات السياحة والفندقة والمطاعم الخمسة نجوم وشركات رجال الأعمال تتهافت علينا بل وأصبحت الآن آفاق المستقبل مفتوحة أمامنا بفضلكم بعد الله، سبحانه وتعالى، وذلك بعد أن امتلكنا مهنة هي سلاحنا الذي سوف نخوض به معارك الحياة. وعرفانا بالجميل نقدم الشكر لمعاليكم ولجميع القائمين على الصندوق الخيرى الاجتماعي ولإدارة الأكاديمية ومدربيها، الذين لم يبخلوا علينا بشيء، وأعطونا كل ما لديهم من علم ومعرفة وخبرات، حتى أصبحنا مؤهلين تأهيلا مهنيا عاليا وأصبحنا مطلوبين بشدة في سوق العمل السعودي. ونيابة عن زملائي، وعرفانا بالجميل نتشرف بأن نقدم للوزير، إهداء من أبنائه الخريجين عبارة عن وثيقة محبة بأسماء الخريجين وتوقيعاتهم ونقول لك: لقد شملتنا بدعم ورعاية وعناية الأب لأبنائه ففزت بمحبة وتقدير وإعزاز الأبناء لأبيهم». عقب ذلك عانق وزير الشؤون الاجتماعية الطباخين ونزع عقاله ليضع طربوش الطباخ على رأسه، وشد على أياديهم يده، معتبرا أن مهنتهم شريفة ويفخر بهم جميعا وسيكون داعما لهم ويذلل الصعاب التي تواجههم في مراحل حياتهم العملية. وأوضح هيثم نصير الرئيس التنفيذي لمعهد الأكاديمية السعودية الدولية للفندقة والسياحة العالي للتدريب في كلمته أن قطاع الفندقة والسياحة والآثار، من القطاعات الواعدة التي توليها الدولة اهتماما كبيرا، من حيث إنشاء المشاريع السياحية، وتكوين الكوادر السعودية المتخصصة، لسد حاجة السوق السعودي، وتوفير فرص العمل الكريمة، من خلال توطين الوظائف في هذا القطاع الواعد، الذى يعتبر أحد أهم الروافد التي تصب في خانة الناتج القومي، بعد النفط. وانطلاقا من هذا التوجه، بعد دراسة مستفيضة وزيارات مكوكية، للدول المتخصصة فى مجال السياحة والفندقة، حيث ركزنا على أن تكون الدراسة في الأكاديمية، مبنية على التدريب العملي المكثف، لتخريج كوادر مؤهلة تأهيلا مهنيا عاليا يمكنها من ممارسة المهنة بكفاءة واقتدار، ووفقا لما يتطلبه سوق العمل، وحظي ذلك بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الذى يرجع الفضل له بعد الله سبحانه وتعالى، في توجيهي لتنفيذ فكرة إنشاء أكاديمية للسياحة والفندقة بقرية مرسال السياحية، وكذلك لا ننسى دعم وإشراف وتوجيه المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، إذ كانت الانطلاقة منذ خمس سنوات، حيث بدأت بستة وثلاثين متدربا، وها نحن اليوم يا معالي الوزير، نحتفل بتخريج دفعة جديدة من أبناء الأكاديمية، يبلغ عددهم 361 خريجا من مختلف التخصصات الفندقية والسياحية، وهم مؤهلون الآن للعمل لدى أرقى الفنادق، وأشهر المطاعم، وشركات الطيران، وأكبر المكاتب السياحية التي نشكرها على تعاونها المثمر والفعال معنا، مثلما نهنئكم بهذا الإنجاز نهنئ أبناءنا الخريجين، وأتشرف بأن أقول لكم وبكل ثقة اليوم نحن جميعا شركاء النجاح فهنيئا لنا جميعا بأبنائنا الخريجين في هذه المهن الواعدة. الوزير العثيمين ترك موقعه في منصة التكريم عندما شاهد مسنا يشق طريقه بين الصفوف لاستلام درعه التكريمي فحرص على النزول وتسليمه هديته في مشهد إنساني مؤثر وعندما عاد لموقعه شاهد طفلا يقوم بتصوير الخريجين وطلب منه الصعود للمنصة وحرص على تقبيله ومداعبته ولم يكتف عند هذا الحد بل رسم الابتسامة على وجوه الخريجين بمواقف متنوعة ختمها بحوار مباشر ومقتصر بأولياء أمور الطلبة ووعد بتحقيق مطالبهم.