اعتبر وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين مشروع تحلية جدة وخط الأنابيب الجديد الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة مؤخراً، نقلة نوعية في صناعة تحلية المياه ليس على مستوى المملكة وحسب، بل على مستوى العالم أجمع ما سيحقق لأهالي جدة وزائريها الوفرة في المياه. وكشف أن تدشين محطة التناضح العكسي في جدة بطاقة إنتاجية 240 ألف متر مكعب يومياً، إذ تشكل طاقة إضافية مقدارها 20 في المئة للمحطات العاملة في جدة والشعيبة التي خصص إنتاجها لسد احتياج مدينة جدة وليصل بذلك استهلاك جدة إلى أكثر من مليون ومئتي ألف متر مكعب يومياً، بحصة للفرد تتجاوز 300 لتر في اليوم، وتعتبر هذه المحطة أكبر محطة تناضح عكسي في العالم وبلغت تكلفتها قرابة مليار ريال. ولفت إلى أن المؤسسة اعتمدت في ميزانيتها لهذا العام محطة تحلية جديدة بطاقة قدرها 600 ألف متر مكعب يومياً، ونسعى لرفع طاقتها لتبلغ مليون متر مكعب يومياً لمقابلة احتياجات مدن المنطقة الرئيسة وبعض محافظاتها ليصل إنتاج محطات المنطقة إلى قرابة 3 ملايين متر مكعب يومياً، مشيرا إلى أنه مع هذا التوسع الهائل في الإنتاج والتكلفة الباهظة مازلنا في لهاث مستمر لملاحقة الطلب للماء بسبب استهلاكنا المنزلي الجائر. ونوه إلى ارتفاع معدل الاستهلاك للفرد في مدينة جدة من 200 لتر للفرد في اليوم في عام 1430 هجرية، إلى أكثر من 300 لتر للفرد هذا العام، وهو ارتفاع ليس له ما يبرره، ولا علاقة له البتة بتزايد أعداد السكان إذ أن الزيادة السكانية يقابلها زيادة في الإنتاج، ويتجاوز معدل استهلاك الفرد في جدة الآن ضعف المعدل الأوربي، وثلاثة إضعاف المعدل الألماني مع ما حباهم الله به من تنوع في المصادر، وانخفاض في التكاليف مقابل شحها هنا وارتفاع تكلفتها. وقال: لوكنا نستهلك المعدل الأوروبي أي قرابة 150 لترا للفرد في اليوم وهو يعادل 100 قارورة من المياه المعبأة ذات الحجم الكبير لكان لدينا ضعف حاجتنا. من جانبه أكد محافظ التحلية الدكتور عبدالرحمن آل ابراهيم أن المؤسسة لا تدخر جهدا في خدمة المواطن، وأن تكون على قدر الثقة من منطلق حرص ولاة الأمر على راحة المواطن والمقيم في هذه الأرض المباركة. وبدأت تحلية المياه في المملكة قبل 88 عاماً وتحديداً في عام 1346ه، عندما أمر الملك عبدالعزيز–رحمه الله– باستيراد آلتين لتحلية مياه البحر، بهدف إيجاد مصدر ثابت يعول عليه لسقيا سكان جدة وتخفيف ما يجده الحجاج والمعتمرين من عنت الحصول على الماء عند وصولهم إلى جدة في طريقهم إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وتوالت بعدها مشاريع محطات التحلية ليقفز الإنتاج من 300 متر مكعب من الماء يومياً ليصل إنتاج محطات التحلية من القطاعين العام والخاص إلى أكثر من 5000 متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، ولتتبوأ المملكة مركز الصدارة عالمياً في هذا المجال بنسبة تقارب 20 في المئة من الإنتاج العالمي.