تحوّل ذلك المتقاعد في يوم من الأيام إلى باحث للتراث ومحب له بعد أن عثر على سيف أثري قديم في صحراء الربع الخالي في رحلة صيد يقول المتقاعد سليم ثامر الحارثي أحد المشاركين في مهرجان البادية الأول الذي أقيم قبل أيام في محافظة بيشة: كنت في رحلة صيد في الربع الخالي في جهة الجزء المتاخم للمنطقة الشرقية وخلال رحلة الصيد عثرت على سيف أثري قديم ونظفته واحتفظت به واتضح لي بعد عودتي من رحلة الصيد أن مقبضه يوحي بأنه ليس سيفًا عربيًا وأنه استخدم في الحروب الطاحنة في العصور الزمنية السابقة نظرًا لصناعته وشكله المختلف والعجيب، وقررت عدم التفريط فيه وساقني الاحتفاظ بهذا السيف إلى حبِّ المقتنيات التراثية بأنواعه المختلفة حتى خصصت ركنًا لهذه المقتنيات في منزلي واستطعت جمع هذه المقتنيات من كبار السن ومن أقاربي وزاد حبي الشديد بها حتى أنني أصبحت باحثا عنها في كل موقع وأصبحت أملك منها العديد والمختلف وتحتوي مقتنيات الحارثي التراثية على الملابس والخواتم وأدوات الحرب والقلائد والقرب والأدوات المنزلية وأدوات الزينة وأدوات الضيافة، مثل أدوات صنع القهوة وصبها وأواني الطبخ والقدور، وأدوات الإنارة وأدوات الصيد البري والملابس المذولقة واحتياجات العروس والمجوهرات والمستلزمات الشخصية الأثرية لأبناء البادية وجميع ما كان يستخدم في العصور السابقة من عملات معدنية وأواني ومقتنيات مختلفة البعض منها نفيسة تنتمي إلى حقب زمنية مختلفة، تعكس صور وحضارات شعوب من مختلف دول العالم، لتصل اليوم إلى ما يقارب 1000 قطعة يعتزم عرضها في متحفٍ شخصي أرسى دعائمه الأولى في منزله الكائن في مركز ترج في محافظة بيشة، وأكد أنه لا يفرط في هذه المقتنيات وأصبح معروفا لدى الجميع بجمع المقتنيات التراثية المختلفة حتى أن البعض أصبح يزور منزله باستمرار لمشاهدة هذه المقتنيات، وذكر أن الكثير من أبناء مركز ترج في محافظة بيشة ألحوا عليه بالمشاركة في جناح مركز ترج في مهرجان البادية الأول في محافظة بيشة الذي أقيم قبل أيام وكان جميع ما يحتويه جناح المركز من مقتنياته المتنوعة التي يحتفظ بها، وأكد أن عملية جمعه للتراثيات يتركز على الظفر بالمقتنيات التراثية تحديدًا، التي تجسد ماضي الآباء والأجداد، وتصور ممارسات حياتهم المختلفة، وتمنح الأجيال الجديدة فرصة التعرف إليها وقال: إن تعلقي بالمقتنيات التراثية نابع من دولتي التي تحتفي بالتراث، وتسخّر كل الجهود في سبيل المحافظة عليه، والعمل على نشره بين صفوف الأجيال الجديدة وأضاف تربطني علاقة قوية بالمقتنيات، التراثية منها والتاريخية، ولا أفرق بين قطعةٍ وأخرى، مهما اختلف سعرها، فجميع القطع غالية على قلبي، ولولا ذلك لما سعيت إلى اقتنائها والاحتفاظ بها، لذلك لا يمكن أن أفرِّط فيها أو أقوم ببيعها، مهما ارتفع سعرها، متمنيًا إنشاء متحف خاصة به يحوي جميع ما يملكه، حتى يكون هناك فرصة كبيرة للجميع لمعرفة ما يحتفظ به من مقتنيات، مشيرًا إلى أنه لو وجد الفرصة السانحة لن يتردد في ذلك.