ألقى اندلاع الخلاف المحتدم والصراع الناشب بين أعضاء مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة التجارية الصناعية، بظلاله على سير العمل داخل الغرفة، فتعطلت معاملات تصديق السجلات وتكدس المراجعون تحت الشمس الحارقة في انتظار من ينهي معاناتهم المستمرة، مما أدى لشل حركة الموظفين، في الوقت الذي غاب فيه أمين الغرفة التجارية عن عمله، مبررا غيابه بانشغاله بلقاءات وورش عمل بمدينة الرياض، «عكاظ» تقصت الحقيقة على أرض الواقع، إذ شهد مقر تصديق السجلات التجارية في غرفة مكةالمكرمة بالرصيفة أمس زحاما شديدا، فيما لم يتمكن ستة موظفين من إنهاء المعاملات، ما خلق ربكة داخل الغرفة ومشادات كلامية بين المراجعين وبينهم. وقال كل من عبدالخالق النمري، ووليد إدريس، وعادل الزهراني: إن العمل في الغرفة يحتاج إلى إعادة نظر، إذ مازال لعديد من المعاملات لم ينتهِ في الوقت المحدد والضغط يتزايد في ظل غياب المسؤولين عن الغرفة، وحاولنا مرارا الالتقاء بالأمين العام ولم نجده، وحاولنا الوصول لرئيس الغرفة ولكنه لم يتجاوب معنا، وتحول مبنى الغرفة القديم لما يشبه الحراج، حيث تكدس المراجعون في مدخله، فيما يقف تحت لهيب الشمس العشرات بانتظار الحصول على رقم لإنهاء معاملاتهم، لاسيما مع تصحيح أوضاع العمالة التي زادت من كثرة المراجعين. فيما نفى ل«عكاظ» مصدر مسؤول بالأمانة العامة في غرفة مكة (فضل عدم ذكر اسمه) علاقة الازدحام الذي تشهده الغرفة وتعطل الأعمال وتكدس المراجعين، بالخلاف الواقع بين أعضاء مجلس الإدارة، وأوضح أن الزحام الحالي في غرفة مكة يعود لإجراءات تصديق السجلات لأغراض متعددة، التي تزايدت مع تصحيح أوضاع العمالة، وضاعف المشكلة إصرار العمالة على مراجعة المقر الرئيسي القديم في الرصيفة وتجاهل المقار الأخرى، مضيفا: «لدينا فروع للتصديق في كل من الشرائع، الجموم، مقر الجوازات، مقر المرو، فرع وزارة التجارة وسوق الجروشي ومقر في مكتب العمل والعمال، إلى جانب مقر الغرفة الجديد على الطريق السريع بحي التخصصي». فيما كشفت جولة «عكاظ» أمس في مقر الغرفة القديم في حي الرصيفة، عن حجم التكدس للمراجعين الذين اصطفوا بالساعات تحت أشعة الشمس؛ لإنهاء معاملاتهم ما دفع البعض للتوجه لمقر فرع التصديقات في سوق الحجاز، ولكنهم وجدوا الفرع مغلقا للصيانة - على حد قولهم. من جانبها قامت «عكاظ» بالاتصال بأمين غرفة مكة عدنان شفي، إلا أنه لم يجب على جواله منذ نشوب الخلاف بين أعضاء مجلس الإدارة، مكتفيا في كل مرة تتواصل معه «عكاظ» بإرسال رسالة نصية «أنا في اجتماع» وبعد محاولات متواصلة أمس اكتفى بالرد برسالة كتب فيها: «أنا في الرياض في ورشة عمل، أنا قائم بجميع أعمال الغرفة، وأعتذر عن عدم الرد على اتصالاتكم بسبب كثرة أشغالي».