استطاعت مجموعة من الفتيات السعوديات إثبات جدارتهن في العمل بالفنادق من فئة خمس نجوم في جدة، وتتنوع مهنة النواعم ما بين مركز الاتصال «كول سنتر» ومنسقة حفلات وصولا إلى المحاسبة وتوقيع العقود. وأجمعت عدد من العاملات في الفنادق أن المرأة السعودية تمتلك الطاقة والقدرة والمؤهل لأداء مثل هذه المهام العمل، مؤكدات أن القرار الصادر في العام 2008م بإجازة عمل المرأة في قطاع الضيافة، تمخضت عنه بعض الوظائف والتي استقطبت خريجات الثانوية الحاصلات على دورات في اللغة الإنجليزية وذلك في مهن بسيطة كانت غالبا في مركز الاتصال والحجوزات وانتهت هذه الشواغر بترقيتها إلى وظائف إدارية عليا كالمحاسبة ومقابلة العملاء من دول مختلفة للمؤتمرات والمعارض الدولية ومنها إلى مطبخ الفندق كرئيسة لقسم الطباخين. «عكاظ» رصدت إيقاع الموظفات السعوديات في عدد من الفنادق من فئة خمس نجوم واللاتي أكدن سعادتهن بالعمل في الحراك الفندقي. البداية كانت مع نجود فرحات (22 عاما) خريجة الثانوية والتي تعمل في فندق عالمي تقول فرحات «انسق الحفلات والمؤتمرات وطبيعة عملي مقابلة العملاء وأوقع العقود معهم وتكون فيها تفاصيل الحفل أو المؤتمر وطبيعة عمل الفنادق جدا حلوة لأنك تقابلين شخصيات مختلفة ومهمة وتعارف على جميع الناس». وتضيف اتذكر بداياتي في العمل، إذ كنت اشعر بالخوف لأنني غير متدربة ولكن الفندق احتضني ودربني التدريب الكامل وجعلني أقابل الجمهور بكل ثقة، وكبار المديرين تعلمت منهم هذه الأشياء، وجدت إحراجا من نظرات الناس في بدايتي كون المجال غريبا تدق ناقوسه فتاة سعودية. وتقول الآن، أدرس تخصص الفندقة والسياحة في كلية متخصصة في هذا المجال وبعد تجربتي في العمل هنا قررت أن اتخصص في سيناريو يرتبط بعملي حتى اتمكن من تطوير نفسي. وعن الخوف من نظرة المجتمع تقول نهال حسين موظفة حجوزات في أحد الفنادق «كنت أخشى وأتجاهل مقابلة الضيوف أو أرد على التلفونات لفترة معينة وبعد ذلك تم تدريبي لمدة ثلاثة أشهر وبعدها أصبحت أرد على المكالمات، وانخرطت في العمل». وتقول سارة مهدي موظفة كول سنتر كثيرا ما أشعر بالحرج عندما يتصل بي رقم من خارج البلاد ويتحدث غير الإنجليزية، وفي مثل هذه الحالات لا اتورع في تحويله على مديري المباشر وهذا يجعلني افكر في الحصول على اللغة الفرنسية والإسبانية إلى جانب لغتي الأم العربية. وأضافت أكثر ما يتطلبه العمل السياحي هو المظهر اللائق والشهادة القوية واللغات بلا حدود، وقالت «توظفت عن طريق الأقارب الذين أخبروني أن الفندق أعلن عن طلب وظائف في إحدى الصحف فتقدمت وكان الحظ من نصيبي». وفي نفس السياق قالت نهى حسن خريجة بكالوريوس أدب إنجليزي «تعلمت في الكول سنتر كلمات بسيطة قدمتها الموظفة التي قدمت استقالتها وتفهمت العمل مع الأيام، وعملي يتركز في استقبال المكالمات الخارجية وأقوم بتحويلها لجهة الاختصاص، ولدينا في هذا الفندق موظفات كثر ففي الحجوزات هناك ثلاث فتيات، كما لدينا مديرة سعودية تشرف على عدد من العمال، ومعي واحدة في قسم الحفلات وموظفة في قسم المحاسبة، ورواتبنا تبدأ من أربعة آلاف إلى ما فوق ال7000 ريال وهناك حوافز سنوية حسب إنتاج الموظف، وهناك مميزات للمتميزين». وميزة العمل في الفنادق يحفز على الإنتاج لأنك ترى عالما جديدا ونفسيا تتطور ويعطيك الجرأة على مقابلة الناس ويطورك شخصيا ويعطيك دافعا قويا.