سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وافدات يعرقلن سعودة الوظائف النسائية في مصنع ذهب شهير الأميرة هيلة الفرحان : القسم النسائي في الغرفة التجارية مهمته الربط بين الباحثات عن الوظيفة و المنشآت
يعتبر توظيف المرأة وإيجاد عمل لها مهمة صعبة ليس بسبب أزمة الوظائف عموماً وإنما بسبب أزمة توفير مجالات متاحة لها رغم وجود كثير من المجالات التي تتناسب معها إلا أنها لم تقتحم بعد، وقد قام عدد من المستثمرين بافتتاح مراكز لتوظيف المرأه فيما قامت كل من الغرفة التجارية بالرياض و جمعية النهضة بافتتاح مركز توظيف لمساعدة المرأة على إيجاد عمل يناسبها و يناسب شهادتها. «تقوم الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بوظائف واعمال متعددة في خدمة المجتمع و هذا الوطن الحبيب ومن ذلك المساهمة الفاعلة في توظيف من لديه الكفاءة والقدرة العلمية في مختلف المؤسسات والمنشآت الخاصة، وذلك عن طريق القيام بدور همزة الوصل بين المنشأة والباحث عن الوظيفة. ولاشك ان هذا هدف نبيل يساهم في التقليل من البطالة بين فئة الشباب كما يساهم بسعودة الوظائف والتقليل من العمالة الاجنبية ونحن نعلم انها لاتزال تشكل نسبة عظمى بين موظفي القطاع الخاص». بهذه الكلمات استهلت الاميرة هيلة الفرحان رئيسة القسم النسائي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض حديثها معنا و اضافت : بعد قيام الفرع النسائي للغرفة التجارية اخذنا على عاتقنا القيام بالدور ذاته وبالكفاءة ذاتها ومنذ الايام الاولى بغرض المساهمة في ايصال الراغبات بالعمل والباحثات عن وظائف الى الاماكن المناسبة والمعلنة في الوقت ذاته عن رغبتها في شغر الوظائف بموظفات سعوديات. و تضيف الاميرة هيلة : غني عن القول اننا نتعامل مع مجمل التخصصات التي تحتاجها منشآت القطاع الخاص سواء كانت ادراة الاعمال او حاسب آلي اولغة انجليزية او اياً كان فنستقبل المتقدمات الى الفرع النسائي و من الطبيعي ان عدد المتقدمات يختلف بداهة من فترة الى فترة، علماً بان عدد المتقدمات الى هذه الفترة الراهنة طبقاً لمؤهل المتقدمة (ماجستير(2)-البكالوريس(290) الدبلوم(55)-الثانوية العامة(120)-الكفاءة المتوسطة(20)-عدا عن بعض كبيرات السن الراغبات في ايجاد فرصة عمل تكفل لهن الحد الادنى من المعيشة. ومما تجدر الاشارة اليه اننا نلحظ بكل صدق الرغبة الجادة من المتقدمات للعمل بالقطاع الخاص مع علمهن بصعوبة هذا الامر اذا ماقورن بالقطاع الحكومي من حيث عدد ساعات العمل. ومما يؤسفنا في هذا الخصوص ان تفاعل بعض الجهات المعنية بميادين العمل مع مركز التوظيف مازال وللاسف الشديد بطيئا ناهيك عن عدم فهم المتقدمات الى ماهية العمل بالقطاع الخاص بشكل واضح كما ان الدخل المقدم للمتقدمات لايزال دون المامول في كثير من الاحيان الامر الذي يؤثر سلباً على المتقدمة من حيث ادائها واستقرارها الوظيفي في حال استلامها للعمل كما هو معلوم. واننا ننتهز هذه الفرصة لتوجيه دعوة الى اصحاب المنشآت في القطاع الخاص لايجاد فرص عمل لشباب الوطن اولاً. ولنساهم جميعاً ثانياً في دفع عجلة الاقتصاد الوطني بما يعود علينا جميعاً بالخير العميم. هذا هو باختصار مايطمح اليه مركز التوظيف. تجربة جمعية النهضة وللتعرف على عمل مركز التوظيف بجمعية النهضة التقينا مع مديرة مكتب التوظيف في الجمعية الاستاذة عبير الشعيبي التي قالت في البداية «عندما عقدت الجمعية اتفاقيات مع عدة جهات لتشغيل الفتيات رأت ضرورة افتتاح مكتب يخصص لهذا العمل وأن يفتح ابواب الاستقبال لجميع الراغبات في العمل كخدمة مجانية «ومن الشركات التي عقدنا معها اتفاقيات الشركة العربية لصناعة المنتجات الطبية «عناية»، شركة إنارة السعودية، الشركة العربية لصناعة الاغطية والوسائد، بالإضافة لمشروع لازوردي. ولكن مجموعة من بنات أسر الجمعية وقعت لهن أضرار كثيرة ورغم اجتماعاتنا مع المسؤولين في المصنع المعني(تحتفظ الجريدة باسمه للجهات المسؤولة) لحل هذه المشاكل الا انها لم تجدي مما جعلنا نخاطب وزارة الشؤون الاجتماعية محتجين على الوضع ونطلب اعفاءنا من الاشراف على المصنع فالبنات كن يتعرضن للخصومات الشديدة في الرواتب ودون اسباب مقنعة، المشرفات غير سعوديات، نسبة السعودة في المصنع بانخفاض وليس العكس وغيرها مما سبب ضغوطاً نفسية على بنات أسرنا ففضلنا الانفصال». وقد خرجنا بدرس ان المصانع التي نعمل معها لابد ان تكون سعودية 100٪. وتابعت قائلة الشعيبي «وعكس هذا الامر حصل لنا مع المصانع الاخرى حيث تأكدنا من جديتهم في العمل فضلاً على تعاطفهم الذاتي مع المرأه العاملة ومراعاتهم لظروفهم الخاصة. وأكدت الشعيبي أثناء حديثها ان المصانع لجأت لتوظيف المرأه لأنها أكثر التزاماً وأشد دقة وذلك بشهادة رجال الاعمال ولتحقيق السعودة لجأوا الى توظيف المرأه في المجالات التي يمكن ان تعمل فيها ومن الامور التي تقوم بها الجمعية عندما يتم الاتفاق مع جهة معينة للعمل التأكد من قانونية وجود هذه الجهة وفي وجود قسم نسائي يتم التأكد من استقلاليته. وأشارت الشعيبي الى وجود بعض التصرفات المزعجة ممن يتم ترشيحهن كأن تكون الفتاة غير جادة مما يجعل الشركة تطلب منا ترشيح غيرها فإن كانت من بنات الأسر تقدم لها فرصة اخرى بعد التشديد عليها بأهمية العمل أما إن كانت من غير بنات الاسر فلانقدم لها الخدمة مرة ثانية». تخصصات بلا طلب وقالت الشعيبي«في عام 2004م تقدم للمركز (537)جامعية و196 من حملة الثانوي وقسم الادبي وليس معهن أي دورات او ما يساعد على توظيفهن أما بالنسبة للتخصصات فمعظم التخصصات الجامعية (خدمة اجتماعية، دراسات اسلامية)والحقيقة أننا نواجه مشكلة كبرى من الجامعيات بالذات أنهن لا يجدن اللغة الانجليزية او استعمال الحاسب فهؤلاء قد يجدن وظائف عن طريق الخدمة المدنية أما القطاع الخاص فلايمكن لذا على جميع التخصصات الدراسية ان تعطي ولو القليل لطلابها من احتياج القطاع الخاص ليتمكن من العمل فيه، بينما اغلب البنات حديثات التخرج اللاتي يحملن الثانوية يستخدمن اللغه الانجليزية والحاسب الالي بشكل مرضٍ وخريجات معهد الادارة في السكرتارية ممتازات في الاعمال السكرتارية أما في اللغة الانجليزية فلا يصل بنفس الدرجة في الاجادة، هذا وقد استفاد من المركز عام 2003م (127)متقدمة وفي عام 2004م (133)متقدمة وقد اشارت السيدة عبير الى دعم صندوق التنمية البشرية لتوظيف بنات الجمعية في المصانع، كما ان الصندوق يفرض على المنشآت إلحاق الموظفات بالتأمينات الاجتماعية ويتأكد من الرواتب وساعات العمل. حملة التوظيف وفيما يخص حملة التوظيف التي قامت بها وزارة العمل للشباب استغربت الشعيبي عدم وجود حملة مماثلة للفتيات لاسيما ان القطاع الخاص يتوجه الآن بقوة لتوظيف المرأه التي اصبحت مستهلكة مثل الرجل لذا تسعى كثير من الجهات لافتتاح أقسام نسائية لجديتها في العمل. واوضحت ان هناك عدة جهات نسائية يمكن الاستعانة بها للاشراف على الحملة (وقد سبق ان اشرفت الجمعية على مصنع لازوردي بقرار من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية). وقالت قبل فترة من الزمن كانت هناك سياسة الحصول على راتب قليل افضل من عدم الحصول نهائياً اما الآن ونتيجة الالتزام بنسبة معينة بالسعودة اصبحت الشركات مجبرة على ان ترفع سقف الرواتب لتوظيف السعوديين. سيدات الأعمال وبالحديث عن سيدات الاعمال اوضحت الشعيبي ان اكثر الانشطة التي تمارسها سيدات الاعمال هي المشاغل والرواتب فيها قليلة جداً مقارنة بالاعمال والايام المطلوبة للعمل. واضافت قائلة«بالنسبة لعمل المشاغل ليس هناك مؤهلات للعمل في المشاغل فخريجات المعهد المهني للخياطة وكلية الاقتصاد المنزلي لايجدن اعمال المشاغل رغم ان دراستهن في نفس التخصص وهن يطلبن تدريباً من اجل العمل في المشاغل». وبخصوص ان كانت جمعية النهضة تقدم اقتراحات لانشاء مشاريع نسائية جديدة قالت الشعيبي« نحن ننتظر لقاء التوظيف والسعودة في الغرفة التجارية فلدينا خطة في هذا المجال فرجال الاعمال الذين تعاونا معهم سيعرضون تجربتهم وهناك فرق بين ان نعرض نحن تجربتنا كجمعية في توظيف بناتنا وبين رجل اعمال يحسب لكل شئ حسابه ومدى استفادته بالتعامل معنا». ومن جانب آخر اشارت الشعيبي الى ان الجمعية وزعت استمارة بالتعاون مع الغرفة التجارية حول المجالات التي يمكن ان تعمل فيها المرأة الا ان المدارس الخاصة لم تتجاوب مع الاستقصاء». المجالات المطلوبة اوضحت الشعيبي أن من اكثر المجالات المطلوبة للعمل التسويق والسكرتارية والمحاسبة وان كان التسويق في المرتبة الاولى الا ان كثيراً من الفتيات السعوديات يرفضن العمل الميداني من منازلهن ويطالبن بوجود مكتب وسيارة ونحن ندعم التسويق، والشهادة الجامعية تعطي معلومات معينة وعلى الشخص ان يبني نفسه بذاته فالشهادة تفتح الابواب فقط». ولتفعيل التوظيف النسائي أكثر قالت الشعيبي«عندما يكون الصندوق والغرفة التجارية معنا سيقوى موقفنا مع الجهات التي نعرض عليهم توظيف بناتنا وقد اتخذنا عدة خطوات في هذا الجانب ونسأل الله النجاح». بعض المستفيدات ومن المستفيدات من مكتب التوظيف في جمعية النهضة النسائية السيدة رجاء التي تعمل مشرفة مندوبة خدمة عملاء في شركة خدمة اتصالات وهي خريجة علوم إدارية قسم إدارة أعمال قائلة «رغم أن لي أنشطة تجارية خاصة لي إلا أن العقبات التي تواجه النساء الراغبات أو العاملات في العمل التجاري تعرقل حركتهن التجارية حتى يصل بالبعض إلى الملل وقد يصل بالبعض إلى الانسحاب أو تقليل العمل التجاري فكانت الوظيفة منفذاً جيداً. فضلاً إلى أنها تنظم الوقت وتفتح آفاقاً جديدة وهذا من ضمن أهدافي عندما سعيت للوظيفة. وقد ألمحت أثناء حديثها إلى أن معظم خريجات إدارة الأعمال يحصرن أنفسهن في الوظائف البنكية بينما هناك وظائف أخرى بإمكانهن أن يلتحقن بها لو فتشن قليلاً عن وظائف أخرى. هذا وأثنت على مجهود جمعية النهضة في توظيف المتقدمات للمركز بمختلف شرائحهن الاجتماعية والعلمية. وقالت «حبذا لو افتتحت مكاتب أخرى على غرار جمعية النهضة فهي تقوم بعمل رائع لتوظيف البنات لاسيما أن الفتاة يصعب عليها إيجاد وظيفة في أزمة الوظائف الحالية علاوة على أن كثيراً من الفتيات لايعلمن بالوظائف الموجودة والتي يمكن أن يلتحقن بها...». بينما تقول غادة البراهيم خريجة علوم إدارية قسم إدارة أعمال وتعمل مسؤولة علاقات عامة وتسويق في وكالة نسائية للدعاية والإعلان «أنا لم أكن أثق في مكاتب التوظيف لما سمعت عنها من أن معظمها تستغل حاجة الراغبين في العمل حيث تطلب هذه المكاتب مبالغ صغيرة أحيانا لكنها تكون كبيرة كمبلغ تراكمي ولاتقدم أي خدمات للمتقدم، ومع هذا قدمت على مكتب توظيف النهضة لمجرد التجريب ولم يكن لدي قناعة أو أمل بأنه سيتم توظيفي من خلال المكتب كما أني كنت أدرس دبلوم كمبيوتر في هذا الوقت وبعد مضي مايقارب ستة أشهر اتصلوا بي وأبلغوني بوجود وظيفة علماً أن مكتب الجمعية لم يأخذ مني أي مبلغ مالي وعندما أبلغت بنوع العمل كمسوقة في وكالة دعاية وإعلان لم أتحمس كثيراً لجهلي بهذا النوع من الأعمال ولكن عندما عملت وجدت أن العمل ممتاز وراقي جداً... ورغم أن الراتب لايتوافق مع شهادتي أو عدد ساعات العمل إلا أني سعيدة بعملي حيث اكتسبت خبرة جيدة وفتُحت أمامي أفاق كثيرة». وأشارت إلى مشكلة الفتيات السعوديات الباحثات عن العمل بان بعضهن غير صبورات أما على السعي لإيجاد وظيفة أو على طبيعة العمل ذاتها، وبالمقابل هناك فتيات يضرب بهن المثل بالصبر والعمل المتقن. كما أشادت بدور الجمعية في توظيف الفتيات. عفراء الصحابي تعمل نادلة في أحد المؤسسات النسائية وقد قدمت أوراقها لمكتب النهضة للتوظيف وتم تحويلها مباشرة مع مجموعة من الفتيات حيث تدربن عن عمل النادلة لمدة شهرين ثم تم توزيعهن لعدة جهات حسب الحاجة تقول عفراء (أنا مرتاحة جداً في عملي خاصة أن جمعية النهضة وضعت عدة شروط لحماية البنات اللاتي يتم توظيفهن عن طريقها مثل الراتب والعلاوة السنوية والتأمين الصحي والمواصلات وغيرها مما أشعرني وغيري بالأمان في العمل وان هناك قوانين ومرجع لو حصل شيئ ما. علما أن العمل ممتع وأنا اعمل منذ مايقارب خمسة أشهر والامر سهل ويسير.