عبد الكريم المصعبي الحمد لله يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، فقد كانت ولادة الأنثى في الجاهلية يوما أسود في حياة الوالدين، بل وفي حياة الأسرة والقبيلة، وسار الحال بهذا المجتمع إلى وأد البنات وهن أحياء. ولما أشرق الإسلام بنوره أكرم المرأة أما وأختا وزوجة، ورتب الأجر الجزيل والثواب العظيم على من أحسن الرعاية والقيام بشأن البنات. ومن فضل إعالة البنات والبر بهن أنهن سبب من أسباب دخول الجنة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو) وضم أصابعه. رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها يعني الذكور أدخله الله الجنة) رواه أبو داود. فاحمد الله أخي المسلم أن رزقك الله الذرية، واحرص على أن تقوم بأمر رعايتهن على أكمل وأتم وجه، فمن حسن التربية : القيام بالنفقة عليهن وتعليمهن العلم الشرعي وصيانتهن عن الفتن والشرور وتحري الخير لهن والبحث عنه وجلب الوسائل المفيدة التي تشغل أوقاتهن من تعليم أمور الإسلام وحفظ القرآن وتزويجهن إذا أتى إليهن الكفء الذي يرتضى دينه وخلقه، وعدم تأخيرهن والإضرار بهن.. وبذلك يعلم أنه ليس المقصود مجرد الإحسان بالأكل والشرب والكسوة فقط، بل المراد ما هو أعم من ذلك وأهم وهو الإحسان إليهن في عمل الدين والدنيا. رزقنا الله وإياكم الذرية الصالحة، وأقر الأعين بصلاحهم وحفظهم.