مازالت مشاريع درء أخطار السيول غائبة عن بعض مناطق نجران، ما حدا بأهالي حي نهيقة الشمالي (أقصى الجنوب) أن يخلوا منازلهم فور مرور سحابة سوداء على سماء الحي تنذر بهطول أمطار خوفا على أرواحهم، خاصة أن الشعاب الثلاثة الجارفة التي تصب من الجبال الشاهقة المطلة على منازلهم تهددهم بخطر الغرق، ورغم الطفرة الكبيرة التي تمر بها المنطقة والدعم السخي للأمانات والبلديات إلا أن أمانة نجران لم تسارع في إنهاء معاناة الأهالي المتكررة عند هطول الأمطار. عدد من الأهالي أكد ل«عكاظ» أن الشعاب الثلاثة المعروفة بشعب أبا السديس، الواضح، والبقرة، تستنفر الجميع خلال هطول الأمطار لوضع عقوم ترابية تحمي منازلهم من دخول المياه، حيث أوضح المواطن حسين محمد آل شهي من سكان الحي أن الأمانة لم تستجب لمطالبهم المتكررة في رفع الضرر عنهم، لافتا إلى أن جدار منزله أصبح آيلا للسقوط بسبب جريان السيول عند هطول الأمطار. ويضيف آل شهي أن أمانة نجران نفذت مشروع درء أخطار السيول في الجهة الجنوبية دون الشمالية للحي، مستغربا من عدم شمول المشروع كامل الحي، متهما الأمانة بالكيل بمكيالين، أو أن المحسوبية لها دور عند بعض مسؤولي الأمانة -على حد قوله-، مشيرا إلى أن معاناة سكان الحي الشمالي مع السيول التي تهدد حياتهم بالخطر معروفة لدى إدارة المشاريع بالأمانة. ويؤكد المواطن عبدالله محمد أن المتضررين من السيول الجارفة أصبحوا يخافون عند مشاهدة الغيوم ويخلون منازلهم تحسبا لوقوع كارثة بسبب غياب مشاريع درء أخطار السيول عن حي نهيقة الشمالي، الذي يعد من أقدم الأحياء في نجران، جازما بأن بعض الأهالي لا يجد له حلا في منع دخول مياه الأمطار إلى وسط المنزل سوى وضع عقوم من الحجارة والأتربة لتقلل الضرر. وناشد أهالي حي نهيقة الشمالي المسؤولين في أمانة نجران تطبيق العدالة وتنفيذ مشروع درء أخطار السيول من الجهة الشمالية للحي أسوة بالجهة الجنوبية التي حظيت بالمشروع منذ عامين، مستغربين من العبارات التي وضعتها إدارة الطرق بالمنطقة لتصريف السيول حتى لا تلحق الضرر بطريق الأمير سلطان، الذي يعد الربط بين وسط مدينة نجران والقرى الجنوبية الغربية، متسائلين «كيف بعبارة صغيرة أن تصرف سيول ثلاث شعاب؟»، لافتين إلى أنها أصبحت جزءا من المشكلة في إعادة السيول إلى منازلهم. عقوم ترابية أهالي حي نهيقة الشمالي يستنفرون جهودهم لمجابهة سيول الشعاب الثلاثة أبا السديس، الواضح، والبقرة، بوضع عقوم ترابية لحماية منازلهم من دخول المياه إلى غرفهم، فيما لم تزل الأمانة تغض الطرف عن إيجاد حلول عاجلة بتنفيذ مشاريع تصريف السيول لتوفير الأمان لسكان الحي.