انتشرت في الآونة الأخيرة موضة اللقاءات في مقاهي «الكافي شوب» في مدينة الرياض، وبدت وبشكل واضح على أنها سمة من سمات هذا المجتمع، ومن يزور شارع التحلية يجد هذه المقاهي تمتد على طول هذا الشارع الشهير في الرياض، حيث يلتقي عدد كبير من الشباب في تلك المحلات بهدف تبادل الأخبار وتجاذب أطراف الحديث. محلات الكافي شوب فكرة مستوردة من الغرب ولقيت رواجا وإقبالا كبيرين من قبل جيل الشباب من الجنسين الشباب والفتيات، حيث عمدت عدد من محلات الكافي شوب إلى توفير أماكن مخصصة للعائلات والفتيات من ضمن مساحاتها وخدماتها وإعطاء نوع من الخصوصية للفتيات والعائلات في تلك المحلات. «عكاظ» التقت بعدد من الشباب الذين أكدوا بأنهم يجتمعون في محلات الكافي شوب منذ سنوات وعلى مداد ساعات اليوم بعد الدراسة وبعد العمل وبعد النادي الرياضي. يقول عبدالرحمن اللحيدان إن أجواء محلات الكافي شوب تدعو إلى الاسترخاء والهروب من قضايا العمل وضغط العمل، وأن مثل هذه المحلات تساهم بشكل كبير في إضفاء نوع من صفاء الذهن وتغيير الجو العام لدى الشخص بحيث يصبح هو سيد نفسه من خلال تبادل أطراف الحديث مع الزملاء ومتابعة أحدث القضايا والأخبار التي تدور في المجتمع. ويضيف أن أغلب القضايا التي يتحدث فيها الشباب تتمثل في أنواع السيارات وما يرتبط بها من أفضل الأنواع والأسعار وما هي السيارة الأكثر رواجا وما هي السيارة التي تحقق الربح الوفير وغيرها من قضايا السيارات التي تهم جيل الشباب. من جانبه، قال سامي العمري إنني أجتمع مع زملائي بشكل يومي بعد ساعات العمل والدراسة، ويكون لقاؤنا يوميا على مدار العام، وأن مثل هذه اللقاءات تساعد على القضاء وقت الفراغ، والبعد عن مشاكل التجمعات أمام المحلات التجارية والمراكز التجارية، والدخول في مشاكل مع الجهات المعنية، لذلك فإن محلات الكافي شوب أصبح لها رواج حقيقي وأصبحت تمثل رافدا لجيل الشباب الذي يرنو إلى الهدوء والبعد عن مشاكل الحياة، كما أنها تساهم في الحوارات الجادة بين الزملاء بهدف الوصول إلى مشروع مشترك بين الزملاء قد يكون بداية مشروع ناجح وكذلك التجمع واللقاء في مقاهي الكافي شوب تمثل فرصة لنا نحن الشباب في الوصول إلى خطة سفر بيننا خلال فترة الصيف والتخطيط والترتيب فيما بيننا عن أماكن السفر والتكلفة المالية والمدة التي سوف نقضيها في تلك الدول وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة بالسفر. ويقول بدر القحطاني إننا نحن الشباب نرضى بما أمامنا من مقاهي الكافي شوب، حيث إنها تمثل متنفسا لنا في مدينة الرياض والتي يفتقر فيها العديد من المتنفسات الخاصة بالشباب وأن أغلب المتنزهات خاصة بالعائلات، لذلك لا نجد سوى مقاهي الكافي شوب لقضاء وقت الفراغ وتفريغ الطاقة السلبية التي لدينا في الحوارات والنقاشات فيما بين الزملاء. ويضيف: هناك ميزة لمثل هذه المقاهي الكافي شوب تتمثل في أنها تبعد الشباب عن مشاكل التفحيط والتجمهر في مكان التفحيط وغيرها من الأمور المخالفة والتي تخالف الأنظمة، لذلك فإن مقاهي الكافي شوب تمثل جزءا من ثقافة جيل الشباب في مدينة الرياض، وأن غياب المتنزهات الشبابية والفعاليات الخاصة بجيل الشباب سبب رئيسي في رواج مثل هذه المقاهي في كافة شوارع مدينة الرياض بأنواعها. وقال مشاري الأشقر إن وجود مثل هذه المقاهي الكافي شوب أمر إيجابي، فهي تبعد الشباب عن قضايا التفحيط والمشاكل في المراكز التجارية، وأن هذه المقاهي سوف تسهم في الترويج لثقافة الهدوء والحوار والنقاش بين جيل الشباب. مضيفا أن العديد من الشباب يجتمعون مع زملائهم ليس في المنازل بل في مقاهي الكافي شوب هروبا من أجواء المنزل والبعض يهرب من ضغوط العمل والدراسة.