كادت فاطمة المسعود 05 عاما أن تتعثر وتسقط أرضا على ردهة سوق تجاري بجوار الحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة عقب أن لاحقتها متسولة من جنسية عربية تلبس برقعا وأمسكتها من عباءتها، وملاحقة المتسولات للنساء في المولات والمراكز التجارية تعتبر من المشاهد التي تعاني منها المتسوقات في طيبة. وفي هذا السياق دهشت الكثير من مرتادات أسواق المدينةالمنورة من كثرة النساء المتسولات بشكل ملفت للنظر وبشكل يثير الرهبة والخوف الشديد من هذا التكاثر وهن من جنسيات مختلفة أفريقية وآسيوية، وتساءلت النسوة المتسوقات عن دور الجهات المعنية في ضبط هذا المد التصاعدي لظاهرة المتسولات. وأجمعت عدد من المتسوقات أن جميع النسوة المتسولات يلبسن البراقع وبعضهن يتحدثن اللهجة السعودية بطلاقة، داعيات إلى ضرورة تفعيل الأدوار المتمثلة في إلقاء القبض على المتسولات وترحيلهن إلى بلادهن. وأوضحت نهى الصاعدي بقولها «الأمر خطر جدا وجود المتسولات والمتسولين يثير الخوف فلا أحد يصدق أن كل هؤلاء محتاجون وذلك من كثرة عددهم الملفت للنظر وتعدد جنسياتهم، وما يكاد الإنسان يخطو خطوتين إلا ويجد من يوقفه وعند الاستماع لهم تجد الجميع عنده نفس المشكلة فمن الصادق لا ندري فيهم فالأمر خطير ويتطلب تحركا فوريا من المسؤولين لقطع دابر التسول. ومن جانبها تصف سامية الرحيلي الوضع بالكارثة وتقول: كثرة المتسولين والمتسولات تثير الريبة والشك، وتجد المتسولات يضايقن المتسوقات، ولا تهدأ الواحدة حتى يتم التصدق عليها، والشيء الغريب أن المتسولات يستغللن العاطفة الرقيقة للمرأة فتارة تدعي أن أخاها مريض وتريد علاجه وتارة تقول والدي متوفى وأرعى أسرة بكاملها وتارة تقول أختي تحتاج إلى عملية جراحية عاجلة إلى غيرها من السيناريوهات والأمور التي لا يصدقها العقل وهن كاذبات جميعهن ويستغللن عاطفة الناس لجني الثروة بوقت سريع جدا. وقالت فاطمة صادق: إن المتسولات يتواجدن في الكثير من الأسواق ويضايقن المتسوقين والمتسوقات وأن الضرورة تقتضي وضع خطة لضبط المتسولات قبل حلول شهر رمضان الفضيل. ومن جانبها قالت هدى المنصور: أعتقد أن هناك عصابات توجه المتسولين والمتسولات وهم من جنسيات مختلفة. وأضافت بقولها: الأمر مثير للدهشة والمتسولات يلاحقن النساء في المحلات التجارية. وقالت البائعة في سوق قباء أم محمد: إن المتسولات يشكلن عصابات للتسول ووجودهن بكثرة يثير الريبة والشك والخوف ونحن بحكم تواجدنا من أجل الرزق بشكل يومي يلفت انتباهنا وجود أعداد كبيرة من المتسولات وحفظنا أشكالهن، حيث تجدهن يقطعن السوق ذهابا وإيابا حتى وقت المساء. وفي نفس السياق قالت سعاد الحربي إنها في احد الأيام بينما كانت تتسوق مع واحدة من قريباتها شاهدت متسولة تلاحقهن من محل تجاري إلى آخر وحينما لم تتصدق عليها وجهت شتيمة ومضت إلى حال سبيلها وهي تلاحق المتسوقات. وقال محمد مصعب صاحب محل تجاري: نحن نستغرب من كثرة المتسولين ولم يعد أحد يصدق تلك الأعذار التي يسوقونها لاستدرار العطف، والأدهى من هذا كله فإن بعضهم يلجأ إلى السرقة. وأضاف: هناك متسولون يجني الواحد منهم نحو خمسة آلاف ريال في اليوم الواحد خاصة في موسم شهر رمضان. من جهته أوضح العقيد فهد الغنام المتحدث الاعلامي بشرطة المدينةالمنورة أن إدارته تقوم بضبط المتسولين وتسلمهم للجهات المختصة. وأضاف: إن معظم المتسولين وافدون من جنسيات مختلفة وهؤلاء يتم ضبطهم وترحيلهم الى بلدانهم بينما السعوديون منهم يتم تسليمهم لجهات الاختصاص التي تقوم بدراسة أوضاعهم المعيشية. وأضاف أنه إذا اتضحت حاجتهم للمساعدة تتم مساعدتهم عن طريق الجهات المعنيه، لافتا إلى أن مسؤولية المواطن في هذا الشأن مسؤولية كبيرة لذلك لا بد ان يتعاون مع الشرطة للقضاء على مثل هذه الظواهر السلبية التي اتضح أن بعض المواطنين للأسف يقومون بالعطف عليهم والتصدق عليهم بينما المفترض أن يذهب بصدقته للجهات الرسمية المحددة التي توصلها للمستحقين الحقيقيين مناشدا المواطنين بالإبلاغ عن أي شخص يمتهن هذه المهنه التي تسيء للجانب الحضاري خاصة أثناء تواجدهم بجوار المسجد النبوي الشريف. وفي نفس السياق أوضح الاخصائي الاجتماعي الدكتور سلامة عبدالسلام أن ظاهرة المتسولين الذين يتواجدون في شوارع المدينة وبالأخص عند الطرق المؤدية الى المسجد النبوي الشريف وفي ساحاته منظر غير حضاري يجب أن يتم القضاء عليه وهو من المظاهر السلبية السيئة. وتابع بقوله: للأسف بعض أفراد المجتمع يساعدون على انتشار التسول بإعطاء صدقاتهم لهؤلاء المتسولين الذين يشكلون عصابات منظمة تأتي من خارج المملكة خاصة في مواسم العمرة والحج للاستفادة من الجموع الهائلة لممارسة التسول. استغلال العاطفة تشير الدراسات الإحصائية إلى أن المتسولين والمتسولات يستغلون عاطفة الزوار والمصلين وأن القضاء على هذه الظاهرة يتمثل في توعية المواطنين والزوار بأن الصدقة تعطى للجهات المعنيه التي توصلها لمستحقيها بينما هؤلاء المجهولون مجرد أشخاص يمارسون النصب والاحتيال.